يواجه وادي دادس، أحد أهم الموارد المائية والحيوية بالجنوب الشرقي للمملكة، وضعا بيئيا خطيرا، بعد رصد تسرب مياه الصرف الصحي إلى مجرى الوادي على مستوى عدة دواوير تابعة لجماعة آيت يدير بقيادة آيت يول، ضمن نفوذ دائرة بومالن دادس بإقليم تنغير.

وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو توثق تدفق كميات من المياه العادمة في اتجاه الوادي، خاصة في دواوير آيت أكليف، إمزودار، آيت وافي، وآيت أودينار، ما أثار موجة استياء في أوساط الساكنة المحلية والفاعلين المدنيين والبيئيين.

ويعتبر وادي دادس شريانا حيويا لآلاف السكان، حيث تعتمد عليه المنطقة بشكل كبير في النشاط الفلاحي وسقي الأشجار المثمرة والحفاظ على التوازن الإيكولوجي، كما يشكل مصدر مياه رئيسي للاستعمال اليومي. غير أن تلوثه بمياه الصرف يشكل تهديدا مباشرا للتربة والفرشة المائية، وينذر بعواقب صحية وبيئية مقلقة، وفق ما أورده فاعلون محليون.

واعتبرت الفعاليات المذكورة في تصريحات متفرقة لـ“”، أن استمرار الوضع على ما هو عليه يشكل تهديدا لاستمرارية الحياة بالواحة، التي تشكل رمزا للصمود البيئي في المنطقة، مطالبين الوزارات الوصية، وعلى رأسها وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ووزارة الداخلية، بتحمل مسؤولياتها في حماية الموارد الطبيعية، وضمان الحق الدستوري في بيئة سليمة.

وأشارت إلى أن وادي دادس يعد من أهم الأنهار الجبلية جنوب الأطلس الكبير، ورافدا أساسيا في التوازن البيئي والفلاحي بالجنوب الشرقي، حيث تغذيه عدة روافد موسمية، وتحيط به واحات نخيل وأشجار مثمرة تعتمد بشكل مباشر على مياهه في السقي، وهو ما يستدعي اعتماد استراتيجية شاملة ومندمجة لحماية هذا المورد الحيوي من الاستنزاف والتلوث.

ونبّهت المصادر نفسها إلى خطورة الوضع البيئي الذي تشهده المنطقة، محذّرة من عواقب وخيمة قد تطال الأمن المائي والصحي للساكنة، بما في ذلك انتشار أمراض مرتبطة بتلوث المياه مثل الكوليرا، والتيفوئيد، والتهاب الكبد الفيروسي من النوع أ، والإسهال الحاد، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي كارثة بيئية وصحية محتملة.

إلى ذلك، دعت الفعاليات سالفة الذكر إلى تدخل عاجل للسلطات المختصة من أجل وقف هذه التسربات، واتخاذ تدابير هيكلية للحد من تكرارها، عبر بناء محطات لمعالجة المياه العادمة وتأهيل البنية التحتية الخاصة بالصرف الصحي، خصوصا وأن هذه الظاهرة تتكرر منذ سنوات دون حلول جذرية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.