تشهد واحات الجنوب الشرقي للمملكة، وخصوصا بإقليم زاكورة، حرائق موسمية متكررة باتت تُهدد بشكل مباشر مصادر رزق آلاف الفلاحين، وتُعرض المنظومة الواحية والبيئية لخطر متواصل، دون وجود آليات فعالة للتدخل السريع أو خطط استباقية للوقاية.
وتفاعلا مع الموضوع، دقّت فرق برلمانية ناقوس الخطر حول هذا الخطر الدّاهم، مطالبة وزارة الفلاحة بتعويض الفلاحين المتضررين، ووضع خطة مستعجلة لحماية واحات الجنوب الشرقي من حرائق الصيف التي أصبحت تتكرر بوتيرة مقلقة، خاصة في ظل ضعف التجهيزات والبنيات التحتية المخصصة لمكافحة النيران.
وفي هذا السياق، وجّه النائب البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار، الحسين وعلال، سؤالا كتابيا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البوّاري، حول سبل تعويض الفلاحين المتضررين جراء الحريق الأخير الذي طال واحة دوار أسكجور بجماعة تمكروت بإقليم زاكورة.
وأوضح وعلال في السؤال الكتابي الذي حصلت جريدة “العمق”، على نسخة منه، أن دوار أسكجور التابع للجماعة الترابية تمكروت الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة إقليم زاكورة شهد خلال الأيام القليلة الماضية اندلاع حريق مهول أتى على مساحات واسعة من أشجار النخيل والمساحات المزروعة.
وأشار النائب البرلماني، أن هذا الحريق الذي تزامن مع حلول فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة بمختلف مناطق الجنوب الشرقي للمملكة، خلف خسائر مادية جسيمة، وأثر نفسيا بليغا لدى الساكنة خاصة الفلاحين الصغار الذين يعتمدون على هذه الموارد كمصدر وحيد للرزق.
ولفت إلى أن الغريب في الأمر، أن مثل هذه الحرائق تتكرر بنفس الطريقة وخلال نفس الفترة من السنة، مخلفة مآسي سنوية تمس ركيزة الاقتصاد المحلي للمنطقة، مما أضحى يستلزم اعتماد استراتيجية وطنية فعالة ومستدامة للوقاية من هذه الكوارث، إضافة إلى إجراءات استعجالية لدعم وتعويض المتضررين.
إلى ذلك، ساءل النائب البرلماني وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البوّاري، عن الإجراءات والتدابير الفورية التي تعتزم الوزارة المعنية اتخاذها لتعويض الفلاحين المتضررين جراء الحريق الأخير بدوار أسكجور التابع لجماعة وقيادة تمكروت إقليم زاكورة.
كما ساءل وعلال المسؤول الحكومي عن التدابير التي تعتزم الوزارة الوصية اتخاذها بشأن اعتماد استراتيجية شمولية فعالة للتقليل من خطر اندلاع هذه الحرائق الموسمية، حفاظا على الواحات والأشجار المثمرة والمحاصيل الزراعية التي تشكل ثروة حيوية لساكنة المنطقة.
من جهته، وجّه ميمون عميري، النائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى أحمد البوّاري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول تعويض الفلاحين المتضررين جراء الحريق المهول الذي لحق الأشجار وواحات النخيل بدوار أسكجور، الواقع تحت نفوذ جماعة وقيادة تمكروت، إقليم زاكورة.
وجاء في سؤال النائب البرلماني عميري، أن “دواوير إنكزاط، ٱيت خدو، أسكجور التابعة للجماعة الترابية تمكروت بنفوذ عمالة إقليم زاكورة، عرفت حرائق متتالية أدت إلى إتلاف هكتارات كبيرة من أشجار النخيل عمرت لعقود من الزمن بالمناطق سالفة الذكر”.
وأشار عميري في الوثيقة ذاتها، إلى أن “هذه الحرائق خلفت خسائر فادحة في الممتلكات والمحاصيل الزراعية، ناهيك عن الأثر النفسي الذي خلفته في نفسية الساكنة، مع العلم أن الواحة تعتبر المصدر الوحيد لعيش غالبية الأسر وسر بقائها واستقرارها بالدواوير المذكورة”.
ولفت برلماني “الميزان”، إلى أن “مثل هذه الحرائق التي تشب بإقليم زاكورة، لا يمكن إعتبارها الأولى في تاريخ الإقليم، وفي كل مرة يشب حريق يمحي تاريخ أشجار شامخة لعدة سنين دون أن تتدخل المصالح المعنية لتقديم التعويض والدعم والمساندة للمتضررين وتوفير الوسائل والمعدات الأولية والآليات الضرورية لإطفاء الحرائق في حينها”.
ودعا البرلماني ذاته، وزير الفلاحة، إلى الكشف عن خطته المستقبلية بتنسيق مع القطاعات المعنية، لمنع الحرائق التي تشب بالواحات المتواجدة بالدواوير المذكورة، حفاظا على الواحات والأشجار المثمرة والمحاصيل التي تعتبر مصدر عيش الساكنة، وعن التدابير المتخذة لتعويض الفلاحين المتضررين جراء هذه الحرائق.
وكان حريق مهول، قد شبّ، نهاية الأسبوع المنصرم، بإحدى الواحات المتواجدة بدوار أسكجور الواقع تحت النفوذ الترابي لجماعة تمكروت بإقليم زاكورة، ما تسبب في خسائر مادية جسيمة.
وكشف مصدر محلي لجريدة “العمق”، أن عناصر الوقاية المدنية، مدعومة بعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، وساكنة المنطقة، بذلت مجهودات جبارة، من أجل السيطرة على هذا الحريق الذي نشب عصر اليوم في ظروف غامضة.
وأوضح المصدر نفسه، أن الحريق الذي ساهمت الرياح في إنتشاره في البداية، تسبب في إحتراق ما يزيد على 250 نخلة، وذلك في حصيلة أولية، فضلا عن خسائر أخرى مرتبطة بعدد من الأشجار المثمرة.
وأكد المصدر ذاته، أن الحريق خلف حالة من الرعب والهلع في صفوف سكان المنطقة، غير أن ذلك لم يمنع أبناء المنطقة من التجند لإخماد الحريق رفقة عناصر الوقاية المدينة وعناصر الدرك الملكي التي فتحت تحقيقا في أسباب إندلاع هذا الحريق.
المصدر: العمق المغربي