أعرب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن شكره لإيران على إبلاغ بلاده مسبقًا بالهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية في قطر، مؤكدًا أن هذا الإخطار ساهم في تجنيب وقوع خسائر بشرية في صفوف الأميركيين والقطريين.

وقال ترامب في تصريح رسمي: “أود أن أشكر إيران على إبلاغنا مبكرًا بالهجوم، مما سمح بعدم إزهاق أرواح أو إصابة أحد”، مضيفًا أن “إيران ردت رسميًا على تدميرنا لمنشآتها النووية برد ضعيف للغاية، وهو ما توقعناه وتصدينا له بفعالية كبيرة”.

وأشار ترامب إلى أن 13 من أصل 15 صاروخًا أطلقتها إيران تم اعتراضها، فيما سقط صاروخ واحد فقط في منطقة آمنة، ولم يُقتل أو يُصب أي أميركي أو قطري نتيجة للهجوم.

وخص ترامب بالشكر أمير دولة قطر، قائلًا: “أود أن أشكر أمير قطر المحترم على كل ما بذله من جهد في سبيل السلام في المنطقة”، مشيدًا بالدور الذي لعبته الدوحة في تهدئة التصعيد الإقليمي.

وفي رسالة حملت طابعًا تصالحيًا، كتب ترامب: “تهانينا للعالم، لقد حان وقت السلام”، معبرًا عن أمله في أن تُمضي إيران قُدمًا نحو الوئام، ومؤكدًا عزمه “تشجيع إسرائيل بحماس على أن تحذو حذوها”.

وبعدها بقليل، أعلن الرئيس الأميركي عن التوصل إلى اتفاق كامل وشامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في تطور مفاجئ يُنهي أسابيع من التصعيد العسكري غير المسبوق بين الطرفين.

وقال ترامب، في تصريح له، إن “اتفاقًا تامًا” جرى التوصل إليه بين طهران وتل أبيب، يقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين، موضحًا أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ “في غضون 6 ساعات تقريبًا”.

وكشف ترامب أن وقف إطلاق النار سيستمر مبدئيًا لمدة 12 ساعة، مضيفًا أنه “في حال الالتزام به، فستُعتبر الحرب منتهية رسميًا”، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الضمانات أو آليات التتبع والمراقبة.

ووجه ترامب تهنئة إلى إسرائيل وإيران على ما وصفها بامتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب، مشيرا إلى أن هذه الحرب كان من الممكن أن تستمر لسنوات وأن تدمر الشرق الأوسط بأكمله لكن ذلك، مردفا: “حفظ الله إسرائيل وإيران”.

ويأتي هذا التطور بعد ساعات فقط من الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في دولة قطر، والذي وُصف بأنه تصعيد خطير في مسار التوتر بين طهران وتل أبيب، خاصة وأن القاعدة تحتضن قوات أميركية، وهو ما اعتبرته الدوحة “انتهاكًا صارخًا لسيادتها ومجالها الجوي”، وأثار موجة من الإدانة الإقليمية والدولية.

وكان الملك محمد السادس قد أجرى في وقت سابق اليوم، اتصالًا هاتفيًا مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عبّر فيه عن تضامن بلاده الكامل مع قطر، مدينًا بشدة الهجوم الإيراني، وداعيًا إلى ضبط النفس واللجوء للحلول الدبلوماسية لتفادي مزيد من التصعيد.

ومن المرتقب أن تتوالى ردود الفعل الدولية خلال الساعات المقبلة حول هذا الاتفاق المفاجئ، ومدى إمكانية صموده على الأرض في ظل تداخل المصالح الإقليمية والانقسامات الجيوسياسية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.