أعلن الكاتب المغربي عبد الواحد استيتو عن شروعه في كتابة أول رواية هجينة يتم تأليفها عبر تبادل منهجي للأدوار بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، في تجربة سردية فريدة من نوعها تُجرى للمرة الأولى بمشاركة بنيوية بين كاتب وروبوت.
الرواية الجديدة، التي تحمل عنوانًا مبدئيًا “أسد الرمال”، تنتمي إلى أدب الخيال العلمي الموجّه للناشئة، وتتناول بتصور مستقبلي رمزي قضية الصحراء المغربية، في إطار حكائي يمتزج فيه التوتر السياسي بالأسطورة البيئية والتقنية.
ويقوم أسلوب الكتابة على التناوب السردي، حيث يكتب الكاتب فصلًا بشريًّا، يليه فصل تنتجه خوارزمية الذكاء الاصطناعي، مما يجعل النص “تجربة حوار بين عقلين”، كما وصفها استيتو.
وتدور أحداث الرواية في مغرب سنة 2090، بعد سلسلة كوارث بيئية تُحوّل أجزاء كبيرة من البلاد إلى أراضٍ شبه صحراوية. وسط هذا الواقع تظهر جماعة متمردة تُدعى “قبائل الظل” تسيطر على الجنوب بدعم من قوى أجنبية، وتمنع كل محاولات الإعمار. غير أن أسطورة قديمة تتحدث عن عودة “أسد الرمال”، وهو فتى خارق يعثر على سلاح مدفون تحت الكثبان، ويقود ثورة خضراء تُعيد الصحراء إلى الوطن.
ويأتي هذا المشروع الجديد استكمالًا للمسار الابتكاري لعبد الواحد استيتو، الذي سبق له أن نال جائزة الإبداع العربي لسنة 2018 من مؤسسة الفكر العربي عن أول رواية عربية تُكتب مباشرة على “فيسبوك”، بعنوان “على بعد ملمتر واحد فقط”، في تفاعل حي مع القراء.
وفي تعليقه على هذه التجربة، قال استيتو: “نحن أمام لحظة تحول حقيقي في مفهوم الكتابة. الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح شريكًا تخييليًا يمكن التحاور معه لبناء نصوص مركبة. رواية “أسد الرمال” هي دعوة إلى اختبار حدود السرد، والذهاب أبعد من المألوف”.
ومن المرتقب أن تُنشر الرواية في صيغة متسلسلة على المنصات الرقمية، أبرزها “فيسبوك” و”تيك توك”، مع إمكانية إصدارها لاحقًا في نسخة ورقية مصحوبة بتوثيق تقني لآلية الكتابة التبادلية، مما يجعل هذا العمل تجربة رائدة قد تعيد رسم العلاقة بين الكتابة الإبداعية والتكنولوجيا.
المصدر: هسبريس