مع تزايد الإقبال على الشواطئ المغربية خلال موسم الاصطياف تطفو على الواجهة حوادث القفز من المرتفعات الصخرية في الشواطئ، أو ما يعرف في الأوساط الشبابية بـ”السالطو”.

وتتحول القفزة المتهورة في لحظة طيش إلى مأساة، كما تغدو اللقطات الاستعراضية كوابيس، مخلفة محنا حقيقية وضحايا بين قتيل ومصابين بالعشرات وإعاقات حركية دائمة وشلل في الأطراف.

وتستقبل مستشفيات المملكة خلال أشهر الصيف أعدادا من المصابين جراء هذه القفزات الطائشة، بعضهم ولجوا غرف الإنعاش، بعد ارتطام جماجمهم وأجسادهم بقاع البحر أو بصخور حادة أدى إلى كسور في الرقبة أو العمود الفقري، وخرجوا فاقدين للحركة والمشي إلى الأبد، والبعض الآخر فارق الحياة.

تتعالى أصوات هيئات مدنية وفعاليات جمعوية للتحذير من “السالطو” في خطوة تروم توعية المصطافين، خصوصا القاصرين والشباب الذين يمارسون هواية القفز من الصخور المرتفعة دون إدراك حقيقي لعواقبها.

الدكتور أنس البوقداوي، طبيب عام بمستشفى الحسن الثاني بمدينة الفنيدق، قال إن حوادث القفز المتهور من المرتفعات الصخرية بالشواطئ تعد من أخطر السِّلك التي تسجل خلال فصل الصيف، مؤكدا أن “قفزة واحدة قد تتحول في لحظة إلى مشروع إعاقة أو جنازة”.

وأوضح البوقداوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أقسام المستعجلات تستقبل خلال موسم الاصطياف ضحايا في صفوف الشباب والمراهقين مصابين بإصابات خطيرة بسبب ارتطامهم العنيف بقاع البحر أو بصخور حادة أثناء محاولاتهم تنفيذ ما يعرف بـ’السالطو”.

وأضاف المتحدث ذاته أن هذه القفزات العشوائية تسببت في “كسور في العمود الفقري، وإصابات في النخاع الشوكي، وأحيانا في شلل دائم أو حالات وفاة”، مشيرا إلى أن “الشاب في لحظة تهور يضع حدا لحياته الطبيعية ويدخل أسرته في معاناة صحية واجتماعية”.

ودق البوقداوي ناقوس الخطر بخصوص هذه الظاهرة، داعيا إلى تكثيف حملات التوعية والتحسيس، وخاصة في المناطق الشاطئية التي تشهد إقبالا كثيفا، كما دعا المصطافين إلى “ممارسة السباحة بشكل آمن، والابتعاد عن المغامرات اللحظية غير المحسوبة التي قد تودي بحياتهم أو تحولها إلى مأساة دائمة”.

وشدد الإطار الطبي على ضرورة التقيد بالإرشادات الوقائية للحد من هذه الحوادث، معتبرا أن ضمان سلامة المصطافين مسؤولية مشتركة، تبدأ من الأسرة وتجنب السباحة في المناطق الصخرية أو مجهولة العمق، نظرا لكونها الأكثر تسجيلا لحالات الغرق أو الإصابة بعاهات مستديمة.

وذكر الدكتور البوقداوي أن “فصل الصيف يعد مناسبة للراحة والمتعة، لا للحزن والندم”، مؤكدا أن العديد من المراهقين والشباب يدفعون ثمن لحظة تهور قد تغير مجرى حياتهم إلى الأبد.

المصدر: هسبريس

شاركها.