أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن مشروع مركز البحث والتطوير التابع لشركة Oracle، الذي تم افتتاحه رسميا اليوم الثلاثاء في الدار البيضاء، يجسد رؤية المغرب الرامية إلى ترسيخ مكانته كمنصة رقمية إقليمية، ويترجم إرادة المملكة في جعل التحول الرقمي رافعة للعدالة المجالية والابتكار التكنولوجي.

وقال أخنوش، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن المركز الجديد يمثل أول بنية بحث وتطوير لشركة Oracle على مستوى القارة الإفريقية، ويأتي ثمرة شراكة استراتيجية انطلقت منذ سنة 2022، عقب زيارة المديرة العامة للشركة إلى المغرب، والتي تُوجت بإبرام اتفاقية كبرى بين الطرفين.

وكشف رئيس الحكومة أن المركز يشغل حاليًا أكثر من 300 مهندس مغربي تم توظيفهم من مختلف جهات المملكة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 600 مهندس مع نهاية السنة الجارية، ليصل إلى ما يفوق 1.000 مهندس في أفق سنة 2027. كما شدد أخنوش على أن 40 في المائة من مجموع الموظفين سيتمركزون خارج محور الدار البيضاء الرباط، وهو ما يعكس، حسب تعبيره، الرغبة المشتركة في “جعل الرقمنة أداة لتحقيق الإنصاف الترابي”.

وأوضح أخنوش أن المشروع لا يقتصر على خلق فرص الشغل، بل يمثل استثمارا هيكليا يشمل التكوين والبحث العلمي وتطوير البنية التحتية الرقمية، مشيرًا إلى التزام Oracle بتكوين وتأهيل أكثر من 40 ألف طالب مغربي بشراكة مع الجامعات الوطنية.

وأضاف رئيس الحكومة أن هذه الدينامية تنسجم مع أهداف استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، التي أطلقتها الحكومة في شتنبر الماضي، والتي تستهدف تكوين 100.000 شاب سنويًا في مهن الرقمية، وخلق 240.000 وظيفة مباشرة في الاقتصاد الرقمي في أفق 2030، إلى جانب تطوير منظومة متكاملة للمقاولات الناشئة والخدمات الرقمية المصدرة.

كما نوه رئيس الحكومة بخيارات Oracle التوسعية في المغرب، مشيرًا إلى قرب افتتاح مركز جديد في مدينة أكادير، وتخطيط الشركة لإنشاء مركز ثالث في شمال المملكة سنة 2026، وهو ما اعتبره مؤشرًا على التزام طويل المدى واستثمارًا ملموسًا في القدرات الوطنية.

وختم أخنوش بالتأكيد على أن الرقمنة ليست هدفا في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة، وتعزيز السيادة التكنولوجية، وإطلاق طاقات الشباب المغربي، مشيدا بجميع الشركاء والمهندسين والجامعات المساهمة في إنجاح هذا المشروع الطموح.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.