أمد/ جاعتْ غزّةُ اليومَ..

والشعبُ انطوى!

بالقهرِ، والجوعِ..

في العروق تفرّدا!

صاحتْ ولا نَخوةٌ..

تُجِيبُ نِداءَها!

وكأنّهم ماتوا..

على وجهِ الرّدى!

جاعتْ غزّةُ اليومَ..

والآهُ اكتوى!

في جوفِ طفلٍ..

ما تذوّقَ قُوتَهَا!

تبكي الصغارُ..

ولا دواءَ لِجَوعِهِمْ!

إلا تراتيلَ..

البُكاءِ بصوْتِها!

والأمُّ ترقبُ..

في العراءِ رضيعَها!

عرِيًا.. ووجعًا..

ما استطاعتْ سترَها!

غزّةُ تنادي..

والجراحُ لسانُها!

وسياطُ قادتها..

تُمزّقُ عفافها!

باعوا القضيّةَ..

في مزادِ صَمْتِهم!

وغزّةُ تبكي..

والدروبُ أدمُعُها!

في ظلِّ قائدِها..

الذي تنعم في الدنا!

وباعَ أرضَ العزِّ..

من أجلِ الصّدى!

يأوي القصورَ..

وشعبُهُ تحتَ الثرى!

أو في الخيامِ..

جِياعُ يومٍ فَقْدَهَا!

أين العروبةُ؟

والعهودُ؟ وأينكم؟!

هل نامَ وجدانُ..

الفوارسِ أم بدا؟!

يا أيُّها التاريخُ..

حدّثْ عن أسًى!

عن أمّةٍ مَاتَتْ..

وما زالتْ صَدا!

ضاعَ الصمودُ..

وقد كَفَرنا صبرَنا!

ما عادَ يُجدي الصبرُ..

شيئًا بعدَهَا!

ماتَ الرجاءُ..

وضاعَ حُلْمُ كرامةٍ!

والقهرُ يسكنُ..

في الحناجرِ شدْوَها!

غزّةُ العزيمةِ..

لا تَهُونُ بكبْوةٍ!

تبقى الجباهُ..

وإن جُوّعت، عُلا!

لكنّها اليومَ..

استغاثتْ صامتًا!

فالموتُ أهونُ..

من حياةٍ في الردى!

فاصرخْ بوجهِ الموتِ..

يا مَن لم يَعُدْ!

في الأرضِ ميثاقٌ..

ولا نَفَسٌ صدى!

ولتشهدِ الأجيالُ..

أنّا قد مشينا!

نحوَ الخلودِ..

وجوعُنا ما أقعدا!


 

شاركها.