آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق تصدرت مسألة “الضمانات الأمنية” محادثات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي والقادة الأوروبيين، وهو الملف الذي كشف عن تغيير ملفت في تكتيك الأوروبيين بالتركيز على محاولة جلب الأمريكيين إلى الأرض الأوكرانية مع تقليل التركيز على مسألة التنازل عن الأراضي.لم يتم الحديث رسمياً عن ضمانات أمنية واضحة لوسائل الإعلام، وتكتمت الأطراف بعد الاجتماع عن تفصيل هذه البنود التي أصبحت «الجائزة الكبرى» بالنسبة لأوكرانيا.لم يلتزم ترامب بإرسال قوات أميركية إلى الساحة الأوكرانية. وحتى الآن لم يعلن أحد بشكل علني شكل هذه «الضمانات الدفاعية»، لكن هناك عدة خيارات مطروحة.وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فقد تكرر خلال الاجتماع الحديث عن «الضمانات الأمنية» لضمان عدم إقدام روسيا على هجوم جديد مستقبلاً.وتحدث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن تشكيل قوة من «تحالف الراغبين» لتتمركز في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار أو توقيع اتفاق سلام. لكن لم يعلن أحد حتى الآن كيف سيبدو شكل هذه القوة.أحد التصورات يتمثل في نشر قوة «حفظ سلام» مكتملة العدة، ومسلحة على الأرجح، تدعم الجيش الأوكراني. مهمتها ستكون دفاعية فقط، لكن الهدف منها ردع روسيا عبر جعل الكرملين يفكر ملياً قبل الدخول في مواجهة مع جنود ينتمون لدول أعضاء في الناتو. المشكلة هنا أن الردع الفعّال سيتطلب نشر عشرات الآلاف من الجنود.احتمال آخر هو نشر قوة صغيرة تعرف باسم «قوة الزناد». هذه لن تكون قادرة على شن دفاع كبير، لكن الفكرة أن الروس سيترددون قبل شن أي هجوم قد يقتل جنوداً أوروبيين غير أوكرانيين.غير أن هذه النظرية لم تُختبر من قبل، وهي بمثابة «مقامرة كبيرة».الخيار الثالث يتمثل في إنشاء قوة «مراقبة». يمكن أن تكون صغيرة لا تتجاوز بضع مئات من الجنود. مهمتها الأساسية ستكون الإبلاغ عن أي تحرك عسكري روسي جديد. لكن يمكن تنفيذ هذه المهمة عبر الأقمار الصناعية وكاميرات أرضية، فضلاً عن أن مثل هذه القوة لن تكون كبيرة بما يكفي لخوض أي مواجهة دفاعية.حتى الآن، لم يلتزم ترامب بإرسال قوات أميركية إلى أي من هذه السيناريوهات. ويبدو أن القرار بشأن شكل القوة سيتحدد وفق طبيعة اتفاق وقف إطلاق النار أو معاهدة السلام في حال وصلت المفاوضات إلى تلك المرحلة.

أوضح زيلينسكي أن النقاش تركز حول الضمانات الأمنية والقضايا الإنسانية، بما في ذلك خطط مبدئية لشراء أوكرانيا أسلحة أميركية بتمويل أوروبي بقيمة 90 مليار دولار، وتصنيع طائرات مسيّرة في أوكرانيا يُشترى بعضها لصالح الولايات المتحدة. وتسعى أوكرانيا في الضمانات الأمنية إلى أن تكون مدونة بشكل رسمي على الورق، وأن ترسل الولايات المتحدة إشارة واضحة بأنها ستكون من بين الدول التي ستساعد وتُنسّق وكذلك أيضا تُشارك في الضمانات الأمنية لأوكرانيا.وقال مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن عضوية أوكرانيا في الحلف ليست قيد البحث ولكن هناك نقاشا حول تقديم ضمانات أمنية لكييف على غرار “المادة الخامسة” من معاهدة تأسيس الحلف.وتكرس المادة الخامسة مبدأ الدفاع الجماعي، إذ يعتبر الهجوم على أي من أعضاء الحلف، البالغ عددهم 32، هجوما على الجميع. والانضمام إلى الحلف هدف استراتيجي لكييف منصوص عليه في دستور البلاد.وتشير تصريحات روته إلى أنه يمكن تقديم ضمانة أمنية بهذا الحجم لأوكرانيا بدلا من عضوية الحلف.الأمين العام للناتو أكد أن مسألة إعادة رسم الحدود الأوكرانية لم تُطرح، لكن زيلينسكي قال إنه خاض نقاشاً مطوّلاً مع ترامب حول خريطة الأراضي التي تحتلها روسيا في بلاده، وأضاف أنه «جادل» ترامب بشأن نسبة تلك الأراضي المعروضة على الخريطة.

وفي السنوات الثماني التي سبقت الحرب الأخيرة، كانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تحتفظ بـ«بعثة مراقبة خاصة» في أوكرانيا. وُصفت البعثة بأنها «مدنية غير مسلّحة»، وكانت مهمتها الرئيسية «المراقبة والإبلاغ بشكل محايد وموضوعي عن الوضع الأمني في أوكرانيا، وتسهيل الحوار بين جميع أطراف النزاع».وقد وافقت كل من الحكومتين الروسية والأوكرانية على نشرها. وكان المراقبون يعملون بشكل أساسي في جنوب شرق أوكرانيا، حيث خاض الانفصاليون المدعومون من موسكو حرباً ضد القوات الأوكرانية استمرت ثماني سنوات طويلة.تنقل هؤلاء المراقبون في سيارات رباعية الدفع مدرعة بيضاء، وقدموا تقارير شهرية عن خروقات وقف إطلاق النار، وكثيرا ما اشتكوا علنا من تعرضهم للتهديد والمضايقة، وأحيانا للاعتقال من جانب القوات الأوكرانية أو المقاتلين الموالين لروسيا على حد سواء.في النهاية، فشلت البعثة في تحقيق هدفها المعلن وهو «تقليل التوترات وتعزيز تطبيع الوضع».

شاركها.