12:36 ص
الخميس 24 يوليه 2025
القاهرة مصراوي
قبل أكثر من عام من الآن، تهرّبت حملة الرئيس السابق جو بايدن من الإجابة عمّا إذا كان يخطط لتناول منشطات أو أدوية محسّنة للأداء قبل مناظرته مع الرئيس دونالد ترامب خلال الانتخابات الأمريكية، وبدلاً من ذلك اتهمت ترامب وفريقه بنشر “أكاذيب يائسة وواضحة” حول احتمال تناول بايدن لأي نوع من المخدرات.
وبعد مرور عام تقريبًا على تلك المناظرة التي وُصفت بـ”الفاشلة”، خرج نجل بايدن، هانتر بايدن، في مقابلة صاخبة نُشرت يوم الإثنين، زاعمًا أن الأداء السيئ لوالده في المناظرة كان بسبب تناوله عقار “أمبيين” المنوّم، وهو دواء يستخدم عادة لعلاج الأرق. وفقا لما نشرته قناة فوكس نيوز الأمريكية في تقرير لها.
وقال هانتر في لقائه مع فوكس نيوز: “أنا أعلم تمامًا ما الذي حدث في تلك المناظرة. والدي سافر حول العالم، حرفيًا قطع مسافة كأنه دار حول الأرض ثلاث مرات. هو يبلغ من العمر 81 عامًا، ومتعب جدًا. أعطوه أمبيين ليساعده على النوم”.
وأضاف نجل بايدن: “ثم يصعد إلى المنصة، ويبدو وكأنه غزال فوجئ بالأضواء. وهذا يعزز كل رواية سخيفة يود الناس ترويجها”.
وفي 26 يونيو 2024، أي قبل يوم من المناظرة، تواصلت “فوكس نيوز ديجيتال” مع حملة بايدن للسؤال عمّا إذا كان يعتزم استخدام أي منشطات قبل المناظرة. لكن المتحدثين باسم الحملة تهربوا مرتين من إعطاء إجابة مباشرة.
في تلك الفترة، كان ترامب يقود موجة من المطالبات، بما في ذلك من أعضاء في الكونجرس، تدعو لإجراء اختبار مخدرات لبايدن، موجهين شكوكًا حول حالته الذهنية.
وقال متحدث باسم حملة بايدن حينها: “دونالد ترامب مرعوب من مواجهة محاسبة عن أجندته السامة التي تهاجم حرية الإنجاب وتسعى لقطع الضمان الاجتماعي، لدرجة أنه وحلفاءه يلجأون إلى أكاذيب يائسة وواضحة”. وعندما سُئل المتحدث في رسالة متابعة عن إجابة بـ”نعم” أو “لا”، قال إن البيان السابق يجيب عن السؤال.
جدير بالذكر أن عقار “أمبيين” هو مهدئ يبطئ نشاط الدماغ لمساعدة الشخص على النوم، وليس منشطًا للأداء العام أو النقاشات.
كان ترامب من أوائل من دعوا إلى اختبار لبايدن، ونشر على منصة Truth Social: “اختبار مخدرات لجو بايدن الفاسد؟ أنا موافق فورًا!”
بينما أكدت حملة ترامب أن الرئيس الأمريكي الحالي “لا يحتاج لأي منشطات”، وقالت المتحدثة باسم الحملة كارولين ليفيت: الرئيس ترامب يتمتع بقدرة طبيعية فائقة على التحمل، على عكس جو بايدن، الذي يقول كثيرون إنه سيتناول المخدرات في المناظرة كما فعل في خطاب حالة الاتحاد”.
وأضافت: “ترامب طالب مرارًا بأن يُجري بايدن اختبارًا. ما الذي يخفيه فريق بايدن؟”
مؤخرًا، زاد الجدل بعد تقرير المحقق الخاص روبرت هور في فبراير 2024، الذي رفض توجيه اتهامات لبايدن بسبب حيازته وثائق سرية، ووصفه بأنه “رجل مسن حسن النية يعاني ضعفًا في الذاكرة”.
وفي منشور على منصة X قبل المناظرة، سخر بايدن من اتهامات ترامب قائلًا: “لا أعلم ما الذي تحتويه هذه المنشطات، لكني أشعر بالنشاط. جربوها أنتم أيضًا، يا رفاق. أراكم قريبًا”، مرفقًا صورة له يشرب من علبة مياه كتب عليها: “اهدأ يا جاك، هذه مجرد مياه”.
كانت المناظرة كارثية لبايدن، إذ بدا متلعثمًا وفاقدًا لتركيزه، ما أدى إلى موجة انتقادات حتى من داخل الحزب الديمقراطي مادفع الكثيرين للمطالبة حينها بانسحابه من الانتخابات.
في المقابلة نفسها، شن هانتر بايدن هجومًا حادًا على الديمقراطيين الذين طالبوا والده بالانسحاب، وقال: “تبًا لكم. ما علاقتكم بأي شيء؟ لماذا عليّ أن أستمع لكم؟ ما حقكم في الدوس على رجل خدم هذا البلد 52 سنة؟”
وتابع مهاجمًا المنتقدين: “هؤلاء يضعون حكمهم فوق رجل عرف كيف يُنتخب لمجلس الشيوخ سبع مرات، وكيف يحصل على أكبر عدد أصوات لرئيس في التاريخ. هم يظنون أن رأيهم أهم من حكمه؟”
قناة فوكس نيوز الأمريكية، بدورها تواصلت مع مكتب الرئيس السابق للحصول على رد حول تصريحات هانتر بايدن، وكذلك موقف الحملة السابقة بشأن استخدام المنشطات، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى وقت نشر التقرير.