“300 صفحة من الانبهار المتواصل“ — هكذا يمكن تلخيص كتاب الصحفية الأميركية كارين إليوت هاوس، الذي يحمل عنوانًا لافتًا: محمد بن سلمان، الرجل الذي سيغدو ملكًا. كتابٌ يبدو أقرب إلى محاولة “تغليف” السلطة المطلقة بغلاف عصري براّق، منه إلى سيرة سياسية متوازنة.
هاوس، التي التقت ولي العهد السعودي ست مرات، تروي انبهارها بشاب يوقظ نهاراته بألعاب الفيديو، ويغفو ليلاً على مشاريع لنهضة الشرق الأوسط. تصفه بـ”جون كينيدي البدو”، وبأنه “أكثر الزعماء العرب طموحًا منذ الفتح الإسلامي لفارس”.
لكن وراء هذا اللمعان، تطرح السطور أسئلة لا يمكن تجاهلها:
هل نحن أمام نبيّ رؤى؟ أم نجم ترويجي لحملة علاقات عامة مدروسة؟
هل هذا كتاب؟ أم بروشور إعلاني بتصميم مدهش؟
الصحفية المخضرمة، التي غطّت السعودية لعقود، تبدو هنا وكأنها “شاعرة البلاط”، تسرد علينا قصة أمير يعرف “فاينال فانتسي 16” كما يعرف ملفات الطاقة والإصلاح الاجتماعي.
لكنها لا تذكر شيئًا عن القمع، أو عن الثمن المدفوع لمن يجرؤ على “الرأي الآخر”.
في النهاية، يبدو الكتاب رسالة… لكنها موجهة للغرب، لا لقرّاء الداخل.