يعيش أهالي قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ الحصار، حيث بلغ الجوع مراحل متقدمة دفعت كثيرًا من العائلات إلى التفكير في تناول الماء والملح فقط، في محاولة يائسة لتفادي تعفن الأمعاء الخاوية.
ويحذر سكان من داخل القطاع من تفاقم الوضع الكارثي، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية وارتفاع أسعار ما تبقى منها في الأسواق، مع استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق.
أبو صخر، نازح من مخيم جباليا، يقول: “أُهيئ نفسي وعائلتي المكونة من 8 أفراد لمرحلة جديدة عنوانها الماء والملح، بعد أن فشلنا في تأمين أي طعام منذ يومين”.
من جانبه، يؤكد يوسف نصار، نازح من شرق غزة، أن عائلته دخلت مرحلة صيام قسري يومي بسبب شح الطعام، مضيفًا: “نكتفي بوجبة خفيفة من العدس أو الخبز، ولكننا نعلم أن المرحلة القادمة قد لا تسمح حتى بذلك”.
في الأثناء، حذرت وزارة الصحة في غزة من ارتفاع عدد حالات الإعياء الشديد في أقسام الطوارئ بسبب المجاعة، وأكدت أن المئات باتوا معرضين للموت جراء فقدان القدرة الجسدية على الصمود.
وسجّل المكتب الإعلامي الحكومي وفاة 690 فلسطينيًا جراء الجوع وسوء التغذية، من بينهم 69 طفلًا، في ظل غياب أي تدخل فاعل لوقف الكارثة الإنسانية المستمرة.