10:00 م
الأحد 03 أغسطس 2025
كتب سيد متولي
هل تعتقد أن النوم ليلاً كاملاً هو كل ما يهم صحتك؟ أعد التفكير، إذ كشفت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع، أن النوم في ساعات غير منتظمة، حتى مع الحصول على 7 إلى 8 ساعات، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 26%.
وتظهر الدراسة، التي تحمل عنوان “انتظام النوم وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”، أن عدم انتظام مواعيد النوم يُعطل الساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي إلى الالتهاب وارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب timesofindia.
ويحذر الباحثون من أن توقيت النوم قد يكون بنفس أهمية النظام الغذائي وممارسة الرياضة عندما يتعلق الأمر بالوقاية من أمراض القلب طويلة الأمد، باختصار، لا يقتصر الأمر على كمية النوم فحسب، بل أيضًا على وقت النوم.
أهمية مواعيد النوم: لماذا تزيد أوقات النوم غير المنتظمة من خطر الإصابة بأمراض القلب؟
تسلط الدراسة الضوء على مصدر قلق متزايد: عدم انتظام النوم، يفترض الكثيرون أنهم في مأمن طالما يحصلون على ساعات النوم الموصى بها، ومع ذلك، تُظهر الأبحاث أن عدم انتظام مواعيد النوم، أي النوم في أوقات مختلفة كل ليلة، يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وشملت الدراسة أكثر من 72 ألف بالغ تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عامًا، ولم يكن لديهم أي تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية، ارتدوا أجهزة تتبع النشاط لمدة أسبوع لمراقبة أنماط نومهم.
وبناءً على هذه البيانات، قام العلماء بحساب مؤشر انتظام النوم (SRI) لكل شخص، وهي درجة تتراوح من 0 إلى 100، حيث تشير الأرقام الأعلى إلى روتين نوم أكثر اتساقًا، وكانت النتائج مذهلة: فالأفراد الذين كانت درجات مؤشر النوم لديهم أقل من 72 (ما يشير إلى جداول نوم غير منتظمة) كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية كبرى بنسبة 26% مقارنة بأولئك الذين كانت أوقات نومهم أكثر اتساقًا (مؤشر النوم لديهم 87 أو أعلى).
لماذا يعد تنظيم مواعيد النوم أمرًا مهمًا لصحة قلبك؟
فلماذا يسبب النوم في أوقات مختلفة كل ليلة ضغطًا إضافيًا على قلبك، حتى مع حصولك على قسط كافٍ من النوم؟ يكمن الجواب في إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية لجسمك.
تُساعد هذه الساعة الداخلية على تنظيم وظائف أساسية مثل دورة النوم والاستيقاظ، وإنتاج الهرمونات، وضغط الدم، والتمثيل الغذائي، عندما يتغير موعد نومك باستمرار، فإنه يُخلّ بهذا الإيقاع، مع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الاضطراب إلى زيادة الالتهابات، واختلال التوازن الهرموني، والإجهاد الأيضي، قد تزيد هذه التغييرات من خطر إصابتك بمشاكل صحية خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتراكم اللويحات في الشرايين، ومقاومة الأنسولين، وفي النهاية أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
الالتزام بموعد نوم منتظم يُساعد جسمك على الحفاظ على توازنه ويُخفف الضغط على جهازك القلبي الوعائي، قد يكون الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة بنفس أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم الكامل لحماية قلبك.
النوم في عطلات نهاية الأسبوع لن ينقذك
من النتائج المهمة الأخرى للدراسة: محاولة تعويض قلة النوم في عطلات نهاية الأسبوع لا تُجدي نفعًا إذا ظلّ موعد نومك غير منتظم، ينشط الكثيرون وفق دورة نوم من أيام الأسبوع إلى عطلات نهاية الأسبوع، فيسهرون لساعات متأخرة خلال الأسبوع وينامون لساعات أطول في عطلات نهاية الأسبوع سعيًا للتعويض، لكن البحث وجد أن تعويض قلة النوم لا يُعوّض الضرر الناتج عن تغيير جدول النوم باستمرار، وهذا يعني أنه حتى لو كنت تنام ثماني ساعات في الليلة في المتوسط، فإن الفوائد قد تقل أو حتى تلغى تمامًا إذا حدثت هذه الساعات الثماني في أوقات مختلفة.
كيفية تحسين انتظام النوم
حدد وقتًا ثابتًا للنوم والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
تجنب الشاشات لمدة 30 إلى 60 دقيقة على الأقل قبل النوم لتقليل التعرض للضوء الأزرق.
قم بإنشاء روتين مهدئ قبل النوم مثل القراءة أو التأمل أو الاستحمام بماء دافئ.
الحد من تناول الكافيين والوجبات الثقيلة في المساء.
إنشاء بيئة مناسبة للنوم: باردة، ومظلمة، وهادئة.