في تطوّر لافت ينذر بتصعيد عسكري جديد، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي وعدة وسائل إعلام عبرية أن القيادة الإسرائيلية تدرس خيار تنفيذ “مناورة عسكرية أوسع” تشمل احتلالًا كاملاً لقطاع غزة، وذلك في حال عدم تحقيق تقدّم جوهري في المفاوضات الجارية مع حركة حماس، أو رفض الأخيرة للمقترح الأخير الذي تم طرحه من قبل الوسطاء الدوليين.

السياق السياسي والأمني للأحداث

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، إذ يشهد الملف التفاوضي حالة جمود ملحوظة بعد انسحاب الوفد الأميركي بقيادة المبعوث الخاص “ستيف ويتكوف” من محادثات الدوحة، نتيجة ما وُصف بـ”تعنّت حركة حماس وعدم تجاوبها مع المقترحات المطروحة”. ووفقًا لتقارير صادرة عن صحف إسرائيلية وغربية، فإن إسرائيل أبلغت الوسطاء الدوليين بأنها لن تنتظر طويلاً، وإذا لم تُبدِ حماس مرونة في الأيام المقبلة، فإن الرد سيكون عسكريًا بحتًا.

تهديدات نتنياهو واستراتيجية الضغط

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوّح مؤخرًا باتخاذ خطوات منفردة تشمل ضم مناطق استراتيجية داخل قطاع غزة، أو فرض إدارة أمنية مباشرة عليها من قبل الجيش الإسرائيلي. وأضاف أن إسرائيل “لن تسمح بوجود حماس كقوة عسكرية أو سياسية تهدد حدودها”، في إشارة مباشرة إلى احتمال تغيير جذري في خريطة السيطرة على غزة.

كما طرح الكابينت الإسرائيلي خيارًا بديلًا يتمثل في فرض حصار شامل على بعض المدن مثل دير البلح وخان يونس ورفح، مع فرض سيطرة أمنية صارمة على المناطق التي تم اجتياحها عسكريًا خلال الأشهر الماضية.

خلفية التصعيد العسكري

منذ إطلاق عملية “عربات جديون” في مايو 2025، تمكنت القوات الإسرائيلية من السيطرة على ما يقارب 70% من مساحة قطاع غزة، بما في ذلك ممرات استراتيجية مثل “ممر موراج”، ما اعتُبر محاولة لفرض أمر واقع قبل أي اتفاق دائم. وقد أدّى هذا التقدّم إلى نشوء أزمة إنسانية غير مسبوقة، وسط تقارير تفيد بارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 60,000 شهيد فلسطيني، بالإضافة إلى تفاقم المجاعة وانهيار البنية التحتية الصحية.

الموقف الدولي من التهديد الإسرائيلي

على الرغم من تصاعد الأصوات الداعية إلى ضبط النفس، فإن بعض الأصوات الغربية – وعلى رأسها السيناتور الأميركي الجمهوري “ليندسي غراهام” – دعمت فكرة “السيطرة بالقوة على غزة” كحل نهائي لإنهاء الحرب، معتبرًا أن “الاحتلال المباشر سيكون الضمانة الوحيدة لعدم تكرار الهجمات من القطاع”.

من جانبها، أعربت الأمم المتحدة وعدة منظمات دولية عن قلقها العميق من احتمال تصعيد المواجهة العسكرية، مشيرة إلى أن تنفيذ تهديد الاحتلال الكامل قد يُفضي إلى كارثة إنسانية أشد فتكًا مما هو قائم حاليًا.

العرض الأخير المطروح

تتضمن المبادرة الحالية التي طرحها الوسطاء الدوليون هدنة إنسانية مؤقتة لمدة 60 يومًا، مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ووقف شامل لإطلاق النار، يليها بدء مفاوضات موسّعة برعاية مصر وقطر والأمم المتحدة لترتيب الوضع في غزة ما بعد الحرب. لكن حماس طالبت بضمانات حقيقية بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، ورفع الحصار، وإعادة الإعمار، وهو ما رفضته تل أبيب حتى اللحظة.

خطة الاحتلال الكامل لقطاع غزة

بينما يتواصل شدّ الحبل بين الطرفين، تبقى خطة الاحتلال الكامل لقطاع غزة قائمة على طاولة صانع القرار الإسرائيلي، وسط ضغوط داخلية من اليمين الإسرائيلي المتشدد، وضغوط دولية مضادة تدعو إلى تجنّب الانزلاق نحو حرب شاملة جديدة. وحتى اللحظة، لم تُعلن إسرائيل قرارًا نهائيًا، لكنها تستعد لكل السيناريوهات، وهو ما يُنذر بأيام مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية.

للانضمام إلى قناة التليجرام لمساعدات قطاع غزة (من هنا).

للانضمام إلى قناة الواتساب لمساعدات قطاع غزة (من هنا).

 للتسجيل في جميع المساعدات النقدية والعينية وكفالة الأيتام في قطاع غزة 2025 (من هنا)

شاركها.