تشهد سوق السيارات الكهربائية حول العالم نموًا متسارعًا في المبيعات، وسط تزايد الوعي البيئي، وتقدم كبير في تكنولوجيا البطاريات، ورغبة المستهلكين في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ورغم العقبات التي لا تزال تواجه هذا النوع من السيارات في بعض الدول مثل الولايات المتحدة — كارتفاع الرسوم الجمركية، وضعف الحوافز الحكومية، وانتشار المفاهيم السلبية بين المستهلكين — فإن الاتجاه العالمي يبدو أكثر وضوحًا نحو التحول الكامل للمركبات الكهربائية.
وبحسب بيانات الشركات المتخصصة في تحليلات السوق وسلسلة توريد السيارات الكهربائية، فإن مبيعات المركبات الكهربائية ارتفعت بنسبة 27% خلال أول 7 أشهر من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث تم بيع:
10.7 مليون سيارة كهربائية على مستوى العالم.
الصين وحدها استحوذت على 6.5 مليون سيارة، بنسبة نمو 29%.
أوروبا سجلت نموًا بنسبة 30% بواقع 2.3 مليون سيارة.
بقية الأسواق ارتفعت بنسبة 42% (0.9 مليون سيارة).
بينما جاءت أمريكا الشمالية في ذيل القائمة، بنمو متواضع قدره 2% فقط، ومبيعات أقل من مليون سيارة.
مصر تدخل بقوة على خط الكهرباء.. مزايا اقتصادية وتكنولوجية
على الصعيد المحلي، تتزايد مؤشرات تحول السوق المصرية نحو المركبات الكهربائية، مدفوعة بعدة عوامل، أبرزها انخفاض تكاليف التشغيل والصيانة، وتوسع الدولة في البنية التحتية المخصصة للشحن.
قال أشرف شرباص، نائب رئيس شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية بالجيزة، في لقاء تليفزيوني على قناة “صدى البلد”، إن السيارات الكهربائية تمثل خيارًا اقتصاديًا ذكيًا للمواطن المصري، نظرًا للتوفير الكبير في الوقود والصيانة مقارنة بالسيارات التقليدية.
وأضاف:”السيارات الكهربائية الصينية تفوقت تكنولوجيًا على الأمريكية، وهناك بطاريات جديدة قد تصل لمدى سير ألف كيلومتر بالشحنة الواحدة.”
كما أشار إلى نوع جديد من السيارات الكهربائية الهجينة بتقنية “إي-بور”، تحتوي على بطارية رئيسية ومولد كهرباء يعمل بالبنزين، حيث يمكن للسائق ملء البطارية لتسير 1200 كيلومتر باستخدام 40 لترًا فقط من البنزين.
التوفير.. الدافع الأول للمستهلك المصري
في السياق نفسه، قال محمود محمد مسامير، صانع محتوى متخصص في السيارات، إن 60% من مالكي السيارات الكهربائية في مصر اتجهوا لهذا الخيار بحثًا عن التوفير، وليس بدافع بيئي فقط.
وأوضح أن الصيانة في السيارات الكهربائية أقل كثيرًا من مثيلتها التقليدية، مشيرًا إلى أن:”أول عملية صيانة كبيرة لا تتم قبل السير بين 80 إلى 100 ألف كيلومتر، وتكلف أقل من 2000 جنيه، في حين أن السيارات العادية تحتاج صيانة كل 10 آلاف كيلومتر.”
بنية تحتية متطورة.. ومصر تتصدر شمال أفريقيا
أكد مسامير أن مصر اليوم تتصدّر دول شمال أفريقيا في مجال البنية التحتية للسيارات الكهربائية، بعدد نقاط شحن يتجاوز 5000 نقطة منتشرة في مختلف المحافظات، رغم وجود بعض الطرق غير المغطاة بالكامل بعد.
وأشار إلى أن معظم السيارات الكهربائية الحديثة مزودة بمدخلين للشحن:
الأول للمنزل (AC) بقدرة 220 فولت، يشحن السيارة خلال 8 ساعات.
والثاني للشحن السريع (DC) عبر محطات الشحن.
وأوضح أن هذا النوع من السيارات يمكن شحنه في المنزل خلال الليل، ليصبح قادرًا على السير لمسافة تصل إلى 500 كيلومتر دون الحاجة إلى محطة شحن خارجية.