في عمر الـ 53

انا اسمي رندا عطية

في عمر الـ 53 بدأت الرسم.

بدأت شنو  هو انا كنت بعرف ارسم صفقة شجرة  اهه في عمر الـ 53 اكتشفت لاول مرة في حياتي اني بعرف ارسم، وذلك من بعد اندلاع الحرب بثمانية اشهر، حيث قمت برسم اللوحة المرفقة اثناء ما انا واسرتي الممتدة نعيش في ولاية الخرطوم ام درمان/ كرري تحت زخات الرصاص، وتساقط الدانات، ودوي المدافع، وهدير الطائرات واعمدة الدخان الممتدة لعنان السماء.

علما انني من عشاق الفنون التشكيلية، ولطالما كنت حريصة كل الحرص على ارتياد معارض الرسم التي كانت تزين جيد امسيات الخرطوم حبيبتنا.

وقد بدأت حكايتي مع الرسم ذاك اليوم من شهر يناير 2024م والحرب فاغرة فاه، حينما وزعت علينا اختي لامي دكتورة ( سارة الطاهر الطيب ) عقب عودتها من العمل اوراق رسم واقلام تلوين قائلة لنا ان دكتورة (شهد عبد الله الحاج نصر الدين) المعالجة النفسية بمركز صحي الـ 17 ام درمان /الثورة قامت بتوزيعها على كل العاملين بالمركز ومرتاديه من الاطفال والكبار وطلبت منهم ان يقوموا بالتعبير عن طريق الرسم عن ماذا تعني الحرب بالنسبة لكل واحد/ة منهم/ ن على ان تقوم بجمعها منهم من بعد ذلك. اهه انا قمت برسم دمار الحرب تتوسطه وردة متفتحة، شاقة طريقها نحو السماء فيما جذورها الضاربة في اعماق الخراب تقاوم الفناء وتنشد الحياة.

ومن بعد رسمي لهذه الوردة تفاجأت بـ اناملي تقوم بـ لهفة برسم ملامحك، ونظرة عينيك التي لطالما اسرتني، تلك النظرة التي اصبحت روحي اثرها تتدفق حب وهيام وعشق، ومن يومها، من يومها بت احيط نفسي بـ اكداس من اوراق، واقلام وفرش الرسم، مختلفة الهيئة والاحجام.

وبينما الحرب تسعي حثيثا لنشب اظافرها في ارجاء الوطن، قمت بالاشتراك في عدة صفحات خاصة بتعليم الرسم، واذكر حينها انه ما ان يتوقف التدوين العشوائي، وتساقط الدانات فوق رؤوسنا سارعت بالخروج من مخبأي وانخرطت في الرسم بـ شغف.

وو.. ويا ناس بشويش علي بشويش انتقادكم لـ لوحتي المرفقة، رفقا بي وما تشنفوها لي  رفقا بالبدايات علما انني حينما عرضت لوحتي هذه على اخي الكبير ( احمد عطية ) الذي يفوق الكاتب الايرلندي برنارد شو مساخة وسخرية اندهش وقال لي بفرحة: انتي بترسمي حاجات حلوة كده

ومن هنا اسمحوا لي قرائي / قارئاتي الكرام ان اتوجه من بين ايديكم بالشكر للاخوة عُشرة العمر، عُشرة ايام السلم، عُشرة ايام الحرب اولاد ام درمان اولاد حلتنا، اولاد حلة ود البنا اتوجه بالشكر لـ ود الحلة الاخ العزيز مؤلف قصص الرعب (محمد الطاهر محمد الطاهر) لاهداءه لي وجلبه لي من (سوق صابرين) والحرب في عنفوانها الوان مائية ودفتر رسم ومساطر واقلام مختلف الوانها.

كما اتوجه بالشكر لـ ود الحلة سعادتو (حاتم سالمين محمود) لجلبه لي رزمة ورق تكفيني الدهر رسما.

وشكرا لك يا (احمد عطية) يا اخي لدعمك المعنوي وكلماتك المشجعة والمحفزة لي على مواصلة الرسم وانت الذي ما ان اقف امامك واقول لك اني اريد ورق إلا واغرقتني باوراق الرسم.

 واخيرا وليس اخراً إن كان في القراءة نجاة.. ففي الرسم حياة.

عنقاء النيل

السبرانية

رندا عطية

جمهورية السودان 🇸🇩 ولاية الخرطوم / ام درمان كرري

السبت 22 صفر 1447 هجرية الموافق 16 أغسطس 2025 ميلادية

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.