أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ681 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ153 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير “ممرات آمنة” وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” واتباع “سياسة تجويع ممنهجة”، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو “احتلال كامل لقطاع غزة”.
استشهد 70 شخصا وأصيب 385 آخرون بنيران الاحتلال في غزة في آخر 24 ساعة، فيما سجلت 11 حالة وفاة إحداها لطفل بسبب التجويع وسوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا التجويع إلى 251 شهيدا بينهم 108 أطفال؛ بحسب الحصيلة الأخيرة التي أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع اليوم السبت.
وأعلن جيش الاحتلال أنه سيشرع الأحد بإدخال خيام ومعدات أخرى للمأوى إلى غزة عبر معبر “كرم أبو سالم”، ونقلها بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية إلى جنوب القطاع لإجبار الفلسطينيين على النزوح قسرا باتجاه المنطقة المذكورة، وذلك تمهيدا لتنفيذ خطة احتلال مدينة غزة التي أقرها الكابينيت الأسبوع الماضي.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، مساء يوم السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 61,897، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 155,660، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 70 شهيدا (من بينهم 8 شهداء جرى انتشالهم)، و385 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 10,362 شهيدا، و43,619 مصابا.
وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 26 شهيدا، والإصابات 175، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,924، والإصابات إلى 14,288.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، 11 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفل، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 251 حالة من ضمنها 108 أطفال.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد وأصيب عدد من المواطنين، مساء يوم السبت، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن الغارة استهدفت منزلا في مخيم النصيرات، وسط القطاع.
استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت تجمعا للمواطنين في منطقة عسقولة بحي الزيتون شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين اثنين وإصابة عدد آخر.
وأضافت أن مواطنا استشهد وأصيب ثلاثة آخرون إثر استهداف الاحتلال منزلا بالقرب من مسجد العلمي بشارع الزرقاء شرق مدينة غزة.
استشهد مساء يوم السبت، مواطنان من منتظري المساعدات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح وخان يونس شمال وجنوب قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي في القطاع، باستشهاد مواطنين على الأقل وإصابة آخرين بجروح، برصاص جيش الاحتلال بمحيط مركز المساعدات جنوب مدينة خان يونس وشمال مدينة رفح.
وفي مدينة غزة، أصيب عدد من المواطنين بجروح مختلفة بعد قصف طيران الاحتلال منطقة الزرقاء شرق المدينة.
استشهد 11 مواطنا وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، بقصف الاحتلال مناطق واسعة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال من طالبي المساعدات في منطقة زكيم شمال غرب قطاع غزة.
كما استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون، إضافة لعدد من المفقودين، في قصف الاحتلال منزلا لعائلة التوم في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
واستشهدت مواطنة وأصيب آخرون باستهداف طائرات الاحتلال خيمة نازحين في حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة.
استشهد مواطنان وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، بعد استهداف طيران الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي، باستشهاد طفل وامرأة وإصابة 15 آخرين بجروح مختلفة، في قصف مسيرة للاحتلال خيمة تؤوي نازحين قرب مواصي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما أصيب عدد من المواطنين باستهداف طائرات الاحتلال خيمة نازحين في حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة.
استشهد 9 مواطنين وأصيب آخرون، يوم السبت، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على منظري المساعدات في منطقة توزيع شمال القطاع، ما أدى لاستشهاد 9 مواطنين وإصابة آخرين.
استشهد صياد وأصيب آخر، يوم السبت، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بحر غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن زوارق بحرية الاحتلال أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة على قارب صيد في بحر غزة، ما أدى لاستشهاد صياد وإصابة آخر.
استشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون، فجر يوم السبت، في قصف الاحتلال منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وخيمة تؤوي نازحين في خان يونس جنوبا.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بمخيم النصيرات، بوصول 6 شهداء بينهم 4 أطفال إلى المستشفى جراء قصف الاحتلال منزلا في مخيم البريج وسط القطاع.
وأضافت مصادر محلية، أن طائرة مسيرة للاحتلال قصفت خيمة تؤوي نازحين في مواصي القرارة شمال خان يونس جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد يوسف معتصم البطة وزوجته سجى غسان النفار.
ارتفاع وفيات التجويع إلى 251 بينهم 108 أطفال
أفادت مصادر طبية، يوم السبت، بارتفاع حصيلة الوفيات جراء سياسة التجويع التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، إلى 251 حالة وفاة بينهم 108 أطفال.
وقالت إن “مستشفيات غزة سجلت خلال 24 ساعة وفاة 11 حالة بينهم طفل نتيجة سوء التغذية”.
ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين الفلسطينيين.
ومؤخرا، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن “ثلث سكان غزة (من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني) لم يأكلوا منذ أيام عدة”.
“اليونيسف”: 112 طفلًا يدخلون دائرة سوء التغذية يوميًا في قطاع غزة
حذّر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” كاظم أبو خلف، من تدهور الوضع الإنساني بشكل خطير في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن معدل دخول الأطفال في دوائر سوء التغذية بلغ 112 طفلًا يوميًا.
وقال أبو خلف في تصريح له اليوم السبت: “إن عدد الأطفال الذين دخلوا في مرحلة سوء التغذية الحاد ارتفع بنسبة 180%، عند المقارنة بين شهري شباط/ فبراير (خلال الهدنة) وحزيران/ يونيو الماضي، مؤكدًا أن “الاحتلال لا يتوقف عند هذا الحد، بل يستمر في الارتفاع بشكل مقلق”.
وأضاف “المحظوظ الآن هو الطفل الذي يدخل دائرة سوء التغذية، لكنه لا يزال على قيد الحياة، فهناك عشرات الآلاف من الأطفال يعانون من درجات مختلفة من سوء التغذية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على حياتهم ومستقبلهم”.
ولفت إلى أن الأزمة لا تقتصر على الأطفال فقط، بل تطال أيضًا النساء الحوامل، حيث ان الكثير منهن يعانين من سوء تغذية حاد، ما يؤدي إلى ولادة أطفال بظروف صحية حرجة منذ لحظاتهم الأولى.
مفاوضات وقف إطلاق النار
قال مكتب رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنه مستعد لذهاب إلى اتفاق في غزة بشرط أن يتم الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة، ووفقًا لشروط إنهاء الحرب، والتي تشمل: نزع سلاح حماس، تجريد القطاع من السلاح، سيطرة إسرائيل على المنطقة العازلة، وجلب جهة حكم ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية، وقطاع غزة بلا سلاح.
وجاء التصريح ردا على ما نشرته وسائل إعلام عبرية حول إمكانية الذهاب نحو صفقة جزئية تستند إلى مقترح ويتكوف.
جيش الاحتلال سيشرع الأحد بإدخال خيام إلى غزة تمهيدا لإجبار الفلسطينيين على النزوح إلى جنوب القطاع
أعلن جيش الاحتلال أنه سيشرع الأحد بإدخال خيام ومعدات أخرى للمأوى إلى غزة عبر معبر “كرم أبو سالم”، ونقلها بواسطة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية إلى جنوب القطاع تمهيدا لإجبار الفلسطينيين على النزوح قسرا باتجاه المنطقة المذكورة، وذلك تمهيدا لتنفيذ خطة احتلال مدينة غزة التي أقرها الكابينيت الأسبوع الماضي.