07:30 م
الثلاثاء 05 أغسطس 2025
كتبت أميرة حلمي:
هل تعلم أن المقهى الذي تجلس فيه اليوم رفقة أصدقاء أو معارف كان ممنوعًا قديمًا.. وجرى ملاحقته من رجال الأمن خوفًا منه على الحاكم؟ فكيف ذلك؟ وما قصة نشأة المقاهي ورحلة تطورها حتى بدت على الشكل الحالي في عصرنا؟
البداية كانت من إثيوبيا.. مهد القهوة التي حرمها بعض رجال الدين عند ظهورها، واتهموها بأنها “شراب الشيطان”، لأنها تُبقي الناس ساهرين، وتدفعهم للتفكير والنقاش، وهو ما اعتُبر تهديدًا للنظام القائم آنذاك.
ومن إثيوبيا، انتقلت القهوة إلى اليمن في القرن الخامس عشر، وهناك بدأت رحلتها الحقيقية في الانتشار، خصوصًا بين أوساط المتصوفة الذين استخدموها لتساعدهم على السهر والذكر، ومن اليمن، وصلت إلى الحجاز، ثم انتشرت تدريجيًا في أنحاء العالم الإسلامي، وفق ما ذكر موقع History.
في الدولة العثمانية، دخلت القهوة إلى إسطنبول في أوائل القرن السادس عشر، وسرعان ما بدأت المقاهي بالانتشار، وكان أول مقهى بمعناه الحديث ظهر في إسطنبول عام 1555، على يد تاجرين من دمشق، أطلقا عليه اسم “قهوة خان”.
وأصبحت أماكن لا تقتصر على شرب القهوة فقط، بل تحولت إلى ملتقيات للمثقفين والحرفيين والعامة والاستماع للموسيقى والشعر، وكان يُناقش فيها السياسة والدين والفن، وهو ما أثار قلق السلاطين والسلطات.
وصدر أول قرار بمنع القهوة في عهد السلطان مراد الرابع، الذي رأى في المقاهي تهديدًا لهيبة الدولة، ومركزًا لاجتماع المعارضين، لكن ورغم هذا الحظر، لم يتوقف الناس عن شرب القهوة، وكانت تعود في كل مرة أقوى من ذي قبل، حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في المدن العثمانية.
كيف انتقلت فكرة المقاهي لأوروبا؟
ومع حركة التجارة والهجرة، انتقلت الفكرة إلى أوروبا، فظهر أول مقهى في إيطاليا عام 1645، ثم في لندن عام 1652، ولاحقًا في باريس عام 1672.
في لندن، أُطلق على المقاهي لقب “جامعات البنس الواحد” (Penny Universities)، لأن الدخول إليها لم يكن يتطلب أكثر من بنس واحد، ويمكن للزائر أن يستمع إلى النقاشات الفكرية والثقافية بين روادها من التجار والمفكرين والفنانين.