✍️ طه هارون حامد

غالبًا ما يُظن أن الفرق بين الغني والفقير يكمن فقط في المال، لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير. فالعقلية، أو طريقة التفكير والتعامل مع الحياة، تلعب دورًا محوريًا في تشكيل مصير الإنسان في حياته والمجتمع من حوله سواءً نحو الغنى أو الفقر.

1. نظرة الغني إلى المال مقابل نظرة الفقير

عقلية الغني:
يرى المال كأداة وفرصة. يعتقد أن المال وسيلة يمكن استثماره وتنميته لخلق المزيد من الفرص، وتحقيق الاستقلال المالي. لا يخاف من المخاطرة المحسوبة.

عقلية الفقير:
يرى المال كمورد نادر يجب الحفاظ عليه. غالبًا ما يخاف من فقدانه، لذلك يركز على الادخار لا الاستثمار. المال في نظره محدود ويجب “توفيره” لا “زيادته”.

2. التعلم والتطوير

الغني:
لا يتوقف عن التعلم. يستثمر في نفسه، يقرأ، يتعلم من التجارب، يبحث عن التطوير المستمر.

الفقير:
قد يرى التعليم كمرحلة مؤقتة تنتهي بالحصول على وظيفة. لا يعطي أهمية كبيرة للتطوير الشخصي أو المالي المستمر.

3. تحمل المسؤولية
عقلية الغني:
يتحمل مسؤولية حياته ونتائجه. يؤمن أن قراراته هي التي تحدد مصيره.
عقلية الفقير:
يلوم الظروف أو الآخرين (الحكومة، الحظ، العائلة…) على وضعه. يرى نفسه ضحية لا يملك السيطرة.

4. إدارة الوقت
الغني:
يدير وقته وكأنه أثمن ما يملك. يخطط، يحدد أولوياته، يعرف كيف يستثمر وقته للحصول على نتائج.
الفقير:
قد يضيع الوقت في الأمور الترفيهية، دون وعي بقيمته. يعيش يومه دون تخطيط أو أهداف واضحة.

5. الفرق في الإيمان بالفرص
الغني:
يبحث عن الفرص أو يصنعها. يملك نظرة إيجابية للمستقبل.
الفقير:
يرى أن الفرص نادرة وتذهب فقط “للمحظوظين”. يتعامل مع الحياة وكأن الأبواب مغلقة دائمًا.

خلاصة

ليس المقصود من هذا الطرح التقليل من الفقراء أو تمجيد الأغنياء، بل هو دعوة للتأمل في الفرق بين من يملك عقلية والنظره التاؤلية والبحث عن النجاح المستمر ومن ينتظر التغيير من الخارج. التحول من عقلية الفقر إلى عقلية الغنى لا يحتاج بالضرورة إلى مال، بل إلى تغيير طريقة التفكير، ثم تأتي النتائج تدريجيًا.
[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.