الكورباج
عبدالرحيم محمد سليمان
احزاب تقدم تعارض وتطلق حملات دعائية منظمة تستهدف تشويه صورة الجيش فى الوعي العام، لكن المتابع لهذه الحملات يلاحظ ان هذا الانشغال المفرط بالاتهامات والتجريح يجي على حساب البرامج والرؤى البديلة القادرة على المنافسة والتاثير الجماهيري، فتقدم تحاول “بزندية “تحميل الجيش فشل الدولة فى فترات تاريخية عديدة وهو طرح لايستند على وقائع منطقية فى ظل عجزها عن تقديم الطرح السياسي والاقتصادي والاجتماعي المقنع، وهي بذلك تسرف فى التركيز على الهجوم الدعائي والاعلامي، متجاهلة دورها الاساسي في ايجاد البدائل التى تقنع الشارع بانها تملك الحلول لامجرد الانتقادات.
الواقع ان الجيش رغم ما يثار حوله من مغالطات اثبت قدرته على استقطاب الشعب باثره ، لا فقط من خلال اداءه الاحترافي فى الحرب بل ايضا من خلال الخطاب التعبوي الذي يجعل منه حاضنة شعبية يصعب تجاهلها.
كان الاجدر بتقدم ان تتفرس بتمعن شديد فى عطاء الجيش اللا محدود وتستلهم منه الافكار، لانه لا يخفى على احد ان الحرب وحدت الجميع فى المشروع الوطني الجامع الذي يتجاوز الاستقطاب ويعالج الازمات والانقسامات .
ان نوع السياسة التى تمارسها احزاب تقدم لاتبني دولة بل تكرس للفوضى وتعيد انتاج الازمات ، فالتنظيمات والاحزاب السياسية التي تبني مجدها على مهاجمة الخصوم دون ان تقدم حلول ملموسة هي في الواقع تسهم بقصد فى اشاعة الشمولية واهدار فرص الديمقراطية.
لذا فان عبارة “من اطلق الرصاصة الاولى” التى تطرحها تقدم كأنها مفتاح للحقيقة وكاشفة للعدالة، هى فى الواقع لا تمثل سندا لصطلح لا للحرب، بل هى محاولة خبيثة لصرف الانظار عن جوهر الازمة ، لان السؤال المنطقي المفروض ليس من هو الذى اطلق الرصاصة الاولى ؟ السؤال يجب ان يكون لماذا وصلنا إلى هذه النقطة؟ و”كيف نتلافى تكرارها ؟ اما عدا ذلك، فليس الا ضجيجا يراد به تحريف اتجاه البوصلة عن مسار الحل الحقيقي.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة