أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ641 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ”المساعدات الأميركية”، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، مع تصعيد آلة الحرب الإسرائيلية غاراتها الجوية في مختلف أنحاء القطاع، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي.
وشملت الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الماضية مناطق متفرقة من القطاع، بينها مخيم البريج، حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، منطقة المواصي غرب خانيونس، وأحياء سكنية شرق المدينة. وأسفرت الهجمات عن دمار واسع، في ظل ظروف معيشية خانقة ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
في اليوم الـ113 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد 70 شخصا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، الإثنين، بينهم 30 على الأقل بمدينة غزة، وشماليّ القطاع، و11 شهيدا و70 مصابا بقصف إسرائيلي شمالي مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، فيما انقطع التيار الكهربائي عن مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
وأشارت تقارير إلى وقوع “حدث أمنيّ استثنائيّ” في قطاع غزة؛ وأطلق جيش الاحتلال قنابل إنارة في سماء شمال القطاع، وفي المقابل كثّف قصفه وغاراته على مختلف المناطق بغزة، بشكل كبير.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 57,523 شهيدا، و136,617 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، اليوم الاثنين، أن من بين الحصيلة 6,964 شهيدا، و24,576 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن حصيلة شهداء “المساعدات” الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية بلغت 7 شهداء، وأكثر من 74 مصابا، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 758 شهيدا، وأكثر من 5,005 إصابات.
وبينت أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 105 شهداء (منهم شهيد واحد جرى انتشاله)، و356 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 11 مواطنا وأصيب آخرون، مساء يوم الإثنين، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي تجمعا للمواطنين في منطقة المخيم الجديد بالنصيرات وسط قطاع غزة.
وأفاد مستشفى العودة في النصيرات، بوصول جثامين 11 شهيدا، بالإضافة إلى 72 مصابا، جراء استهداف الاحتلال تجمعا للمواطنين في منطقة المخيم الجديد.
واستشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف للاحتلال استهدف بسطة لبيع المأكولات الشعبية في شارع الصحابة بحي الدرج شرق مدينة غزة.
كما شنت طائرات الاحتلال المسيّرة غارة على منزل لعائلة “الجماصي” بجوار مدرسة عبد الفتاح حمودة التي تؤوي نازحين في شارع يافا، شرق المدينة، ما أسفر عن استشهاد مواطنة وإصابة آخرين.
وأفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء في غارات الاحتلال المتواصلة على القطاع منذ فجر اليوم إلى 70 شهيدا على الأقل.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية بانقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع؛ بسبب تعطل المولد الرئيسي وعدم توفر قطع غيار لصيانته وقرب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات، ما يهدد حياة الأطفال والمرضى والجرحى في المستشفى.
استشهد ثلاثة مواطنين، مساء يوم الإثنين، جراء قصف إسرائيلي استهدف مناطق تؤوي نازحين في قطاع غزة، في ظل العدوان المتواصل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية ومحلية، بأن الشهيدين ماجد محمد مهدي خويشق، ومعاذ فارس محمد أبو حمد، ارتقيا نتيجة قصف مباشر استهدف خيمة للنازحين غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر أيضاً عن وقوع عدد من الإصابات.
وفي وقت لاحق، استشهد المواطن ياسر حسين الأسطل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مركز للمساعدات الإنسانية شمال مدينة رفح جنوب القطاع
استُشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الاثنين، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي في مجمع ناصر، باستشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
واستُشهد مواطنان في قصف لطيران الاحتلال قرب مدينة حمد السكنية شمال غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما استُشهد مواطنان أحدهما طفل في قصف على شارع الفواخير وسط مدينة غزة.
استُشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الاثنين، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين قبالة مسجد مصعب بن عمير في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة.
كما استُشهد اثنان من عائلة الرملاوي في قصف استهدف منزلهم في حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، وإصابة عدد من أفراد العائلة بجروح متفاوتة.
وفي وقت سابق من اليوم، استُشهد ثلاثة مواطنين، وأصيب آخرون، خلال قصف وعمليات إطلاق نار نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من مدينتي غزة ورفح
استُشهد ثلاثة مواطنين، وأصيب آخرون، برصاص وقصف قوات الاحتلال مدينتي غزة ورفح.
وأفاد مراسلونا نقلا عن مصادر طبية، باستشهاد مواطنين، وإصابة نحو 20 آخرين، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب نقطة مساعدات شمال مدينة رفح.
وأضافت المصادر ذاتها، بارتقاء شهيد، في قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال جباليا البلد، شمال قطاع غزة.
وأشارت إلى وقوع إصابات في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين بحي الزيتون، جنوب مدينة غزة، وشقة سكنية قرب صيدلية الزنط في شارع حميد بمخيم الشاطئ غرب المدينة.
كما يرتكب الاحتلال مجازر بشعة بحق منتظري المساعدات، إذ يتعرضون يوميا لخطر الموت، بسبب الرصاص العشوائي والاستهداف المباشر لهم، حيث تجاوز عدد الشهداء منذ بدء العمل بآلية نقاط توزيع المساعدات بتاريخ 2005/5/27 إلى أكثر من 200 شهيد وعشرات المصابين.
وبهذا تحولت مراكز توزيع المساعدات الخاصة بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، الإسرائيلية الأميركية المرفوضة أمميا، إلى مصايد للقتل الجماعي، فضلا عن تعمد امتهان كرامة المواطنين، وإجبارهم على النزوح وسط ظروف إنسانية كارثية.
استشهد صباح يوم الإثنين، ثلاثة مواطنين، إثر قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، على وسط وغربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد مواطن في قصف للاحتلال قرب سجن مدينة أصداء شمال غرب مدينة خان يونس، ومواطنة أخرى في قصف على بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، فيما استشهد مواطن ثالث برصاص قوات الاحتلال قرب المسلخ التركي جنوب المدينة
تواصل مستشفيات قطاع غزة استقبال المزيد من الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، وسط أزمة إنسانية متفاقمة ونقص حاد في وحدات الدم ومشتقاته، ما ينذر بعواقب وخيمة على حياة المصابين والمرضى.
فقد استقبل مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة 9 شهداء، من بينهم 6 ارتقوا نتيجة استهداف مباشر لمركز شهداء الرمال الصحي وهو أحد مراكز الإيواء في حي الرمال غرب المدينة، فيما وصل شهيدان إثر قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية لمركبة في حي الصبرة جنوبًا، بالإضافة إلى شهيد آخر من منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
أما مستشفى ناصر الطبي في خان يونس جنوب القطاع، فقد استقبل 12 شهيدًا منذ فجر اليوم، بينهم 5 من منتظري المساعدات الإنسانية في منطقة الشاكوش برفح، في مشهد جديد يضاف إلى سلسلة المجازر التي تطال المدنيين في مناطق الإيواء ومراكز التوزيع.
وفي سياق متصل، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية من انهيار وشيك في بنوك الدم ومختبراته، التي باتت غير قادرة على تلبية احتياجات الجرحى والمصابين، خصوصًا في ظل الارتفاع الحاد في أعداد الحالات الحرجة.
وأفادت الوزارة بأن مخزون وحدات الدم المتوفرة أقل بكثير من الاستهلاك الشهري.
وأشارت إلى أنه خلال الشهر الماضي، تم صرف 10,000 وحدة دم ومشتقاتها، فيما لم يتوفر سوى 3,500 وحدة فقط. وقالت إن دعوات التبرع المجتمعي لم تعد كافية، نتيجة تفشي سوء التغذية، وفقر الدم، وتدهور الحالة الصحية العامة للسكان، وأن هناك حاجة ماسة وفورية إلى تعزيز أرصدة بنوك الدم، لتمكين الطواقم الطبية من تنفيذ تدخلات طارئة منقذة للحياة.
وأكدت الوزارة أن هذا النقص الحاد يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة آلاف الجرحى والمصابين، داعية الجهات الدولية والإنسانية إلى التدخل العاجل لتوفير وحدات الدم ومستلزماتها في أسرع وقت ممكن، في ظل حصار خانق وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في القطاع
عشرات الجرحى في صفوف الجيش بحدث أمني صعب شمال غزة
أفادت وسائل إعلام عبرية مساء، يوم الاثنين، بمقتل وإصابة عشرات من جنود جيش الاحتلال في حدث أمني وصفته بالصعب والاستثنائي في منطقة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وأشارت وسائل الإعلام إلى وقوع عدة أحداث منفصلة في المنطقة، الحدث الأول في بيت حانون كان انفجار عبوة ناسفة في مدرعة تحمل جنودا.
وبحسب مواقع إخبارية عبرية، الحديث يدور عن مقتل 4 جنود بشكل أولي وإصابة 16 آخرين جراح 4 منهم وصفت بالحرجة في انفجار عبوة ناسفة بقوة عسكرية واستهداف قوة الإنقاذ.
وبحسب الإعلام العبري، أحد المصابين في الحدث الأمني ضابط كبير.
مفاوضات وقف إطلاق النار
لم يُسجّل أي تقدّم حتى الآن في المفاوضات غير المباشرة الجارية في العاصمة القطرية الدوحة بين إسرائيل وحركة حماس، رغم استمرار المحادثات وسط ضغوط أميركية مكثّفة للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.
ووصفت مصادر من حركة حماس، المفاوضات غير المباشرة الجارية مع إسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، بأنها “جادة أكثر من المرات السابقة التي كانت تشهد حالة من عدم الجدية لدى إسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة”.
وقال أحد المصادر لـ”الشرق الأوسط”، إنه رغم صعوبة التنبؤ بالنتائج؛ لكن يمكن أن نبدي تفاؤلاً إزاء إمكانية نجاحها، خصوصاً أن هناك ضغوطاً أميركية واضحة، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق قريب”.
ووفقاً للمصادر، فإن “المفاوضات لم تتعثر، وما زالت متواصلة وقد تستمر لعدة أيام”. وشرح أحد المصادر أنه “لا يمكن وصفها على الأقل في الوقت الحالي بأنها (سلبية)، والوسطاء يبذلون جهوداً لمحاولة إنجاحها، والوصول إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن”.
ترجيحات بإعلان يوم الخميس
ورجحت المصادر: “في حال سارت عملية المفاوضات بشكل إيجابي فقد يتم الإعلان عن بدء سريان الاتفاق يوم الخميس المقبل”، مشيرةً إلى أن “الأمر مرهون بشكل أساسي بتجاوب الاحتلال الإسرائيلي مع مطالب خصوصاً فيما يتعلق بحرية إدخال المساعدات الإنسانية، والانسحاب التدريجي الكامل من قطاع غزة، وضمان وقف الحرب نهائياً”.
ولم تتحدث المصادر عن عقبات تواجه المفاوضات في الوقت الحالي، مفضلةً: “ترك الحديث عن أي عقبات لحين انتظار نتائج ما ستؤول إليه خلال الساعات أو الأيام المقبلة”.
ترجيحات بإعلان يوم الخميس
وأكدت المصادر مجدداً أن قيادة حماس والفريق المفاوض، “مصممون على تحقيق المطالب الفلسطينية التي قُدمت في إطار التعديلات اللازمة على الورقة المعدلة من مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف”.