08:00 ص


السبت 05 يوليو 2025

كتب صابر المحلاوي:
علاقة سرية نشأت بين “بشاير” وشقيق زوجها الأصغر، التي تكبره بنحو عشر أعوام، فاتفقت مع عشيقها على إنهاء حياة زوجها (شقيقه الأكبر)؛ لتبدأ حياة جديدة بين أحضان عشيقها دون أي مضايقة من الزوج المغلوب على أمره.

كان “كامل” يعيش حياةً هادئة مع زوجته “بشاير” في منزل صغير على أطراف الصف، كان معروفًا في قريته بطيبته وحنانه، دائمًا ما يقدم المساعدة لكل من يحتاج إليها.

“أحمد”، شقيق “كامل”، كان هو الآخر يحيى حياةً تقليدية، لكنه كان يشعر بشيءٍ غريب تجاه زوجة أخيه، كانت “بشاير” امرأة جميلة، وكان “أحمد” قد وقع في غرامها منذ وقتٍ طويل، بدأت العلاقة بينهما تتطور في الخفاء، حتى أصبح الشغف يقودهما إلى قرار خطير.

في 8 فبراير 2024، اتفق العشيقان على تنفيذ ما قد يبدو غير قابل للتصديق، كان “كامل” يتناول طعامه في المساء بعد يومٍ طويل من العمل، ولم يعلم أن ما كان يظنه طعامًا عاديًا سيكون سببًا في إنهاء حياته، وقدمت له “بشاير” الطعام المشبع بالسم، وبعد لحظات من تناوله، بدأ يشعر بتوعك شديد، وأدرك أن شيئًا ما كان خطأ.

لم يكن “أحمد” بعيدًا، سرعان ما جاء إلى البيت بعد اتصال من “بشاير” يخبره بما حدث، وكان قلبه يغلي بالغضب والرغبة في التخلص من العقبة الوحيدة التي تقف بينه وبين من يحب.

توجه مباشرة إلى غرفة “كامل” وأمسك بقطعة قماش، ليطوق عنقه، وسحب طرفيها بكل قوته، وكانت تلك اللحظة الحاسمة، حيث شعر “كامل” بأن الحياة بدأت تنفلت منه شيئًا فشيئًا.

ما إن انتهى المتهمان من جريمتهما حاولا إخفاء آثار ما فعلوه، حمل “أحمد” شقيقه إلى المستشفى، محاولًا إخفاء كل شيء، إلا أن الحقيقة كانت واضحة للعيان، فقد تركت الجريمة آثارها المدمرة على الجسد الذي كانت تهزه آلام السم والخنق.

وبناءً على تقرير الطبيب الشرعي، تبين أن “كامل” قد مات نتيجة خنقه، بينما كان السم قد أضاف على الجريمة بُعدًا جديدًا، وأحيلت القضية إلى المحكمة، حيث تكشفت خيوط الخيانة.

وفقًا لما أثبته الحكم الصادر من محكمة جنايات الجيزة، في القضية رقم 4771 لسنة 2024 جنايات الصف، فقد اتفقت “بشاير” وعشيقها “أحمد” على تنفيذ جريمة القتل بهدوء وسبق إصرار. وضعت الزوجة السم في قطعتي “جاتوه”، وقدّمتهما لزوجها في غرفة النوم، قبل أن تظهر عليه أعراض الإعياء. وبعد دقائق، حضر العشيق إلى المنزل، وخنق شقيقه بشال حتى فارق الحياة، ثم حملاه معًا إلى المستشفى لمحاولة إخفاء الجريمة.

حيثيات الحكم: “زوجة خانت العهد وتمردت على ما حباها الله”

قالت المحكمة، برئاسة المستشار حسين فاضل عبد الحميد، في حيثيات حكمها، إن الزوجة خانت أمانة الزوجية، واستسلمت لشهوة محرّمة، فاستدرجت الشيطان إلى بيتها، وخططت مع شقيق زوجها لإنهاء حياة المجني عليه في مشهد تجرد من كل مشاعر الرحمة أو الإنسانية.

وأضافت أن المتهمين فكّرا في الجريمة بروية وهدوء، واستعدا لها على مدار أيام، بدءًا من شراء السم، وحتى تحديد وقت التنفيذ بدقة، في لحظة تهيأت فيها “بشاير” لزوجها، وقدّمت له الجاتوه المسموم، ثم طلبت من العشيق الحضور لتنفيذ القتل.

وأكدت المحكمة أن الاعترافات التفصيلية، وتقارير الطب الشرعي، وأقوال الشهود، أثبتت بشكل قاطع إقدام المتهمين على قتل “كامل” خنقًا، بعد إصابته بإعياء شديد نتيجة تناول السم.

انتهت المحكمة إلى أن الجريمة كانت نتيجة علاقة آثمة تفتقد لأي وازع ديني أو أخلاقي، وبناءً على الأدلة المادية والمعنوية، والاعترافات، قضت المحكمة بإجماع الآراء، بمعاقبة “بشاير” و”أحمد” بالإعدام شنقًا.

وجاء في مسوغات الحكم أن القتل وقع مع سبق الإصرار، لتحقيق رغبة خفية في استمرار علاقة غير مشروعة، وأن الجناة استغلوا ثقة الزوج وارتكبوا جريمة مكتملة الأركان.

شاركها.