لا يزال مشكل النفايات المتراكمة وسط الشوارع والأحياء السكنية بمدينة فاس يُثير غضب ساكنة الحاضرة الإدريسية، الذين يصبّون جام غضبهم على مجلس الجماعة، محمّلين إياه مسؤولية استمرار هذا الوضع، رغم إبرام صفقة قبل ستة أشهر بقيمة تزيد عن 22 مليار سنتيم مع شركتين لتدبير هذا المرفق الحيوي.
نفايات متراكمة في كل مكان ومشهد محزن يطال شوارع العاصمة العلمية، هكذا عبّر محمد أغزال، وهو فاعل جمعوي بفاس، في تصريح لجريدة “”، مشددًا على أن الوضع بات يعرقل مسار التنمية بالمدينة، خصوصًا وأنها أصبحت محط أنظار السياح من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف المتحدث ذاته أن المدينة تعرف درجات حرارة مرتفعة خلال فصل الصيف، ما يجعل الأوضاع أكثر فظاعة، خاصة وأن روائح النفايات تمتد لمسافات طويلة، مما يُرغم المواطنين على إغلاق نوافذ منازلهم تفاديًا للإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية.
وفي السياق نفسه، أكد طارق السدراتي، أحد سكان مقاطعة المرينيين، أن النفايات أصبحت عبئًا على كاهل المواطن الفاسي بالمقاطعة، حيث تنتشر في كل مكان دون توفير حاويات كافية، معتبرًا أن الأمر يستلزم تدخل الجهات المسؤولة لحلحلة الملف وإنقاذ المدينة من هذه الكارثة البيئية.
كما أكد مواطن آخر يُدعى محمد، في حديثه لجريدة “”، أن الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمقاطعة المرينيين لا تزال تستخدم “الطراكس” لجمع النفايات، في مشهد ينذر بغياب الجدية في تدبير هذا المرفق، مُشيرًا إلى نموذج مدينة الدار البيضاء التي تولي أهمية كبيرة لطريقة جمع النفايات بشكل حديث ومحاربة التلوث.
وحمل المتحدث ذاته عمدة المدينة، ومن معه من مستشاري جماعة فاس، مسؤولية ضعف تدبير ملف النظافة بالعاصمة العلمية، مطالبًا بتنحيهم عن تدبير هذا الملف في حال عجزهم عن التعامل معه، وتفويته لجهات قادرة على إنقاذ المدينة من النفايات.
ومن جهته، أكد عبد السلام البقالي، عمدة فاس، خلال لقاء جمعه برجال ونساء الإعلام يوم الثلاثاء الماضي بمقر الجماعة، أن الفترة المؤقتة لإعداد الآليات قد انتهت ابتداءً من فاتح يوليوز 2025، وانطلقت مرحلة استقبال الآليات الجديدة، مشيرًا إلى أن الجماعة ستُوفّر تطبيقًا لاستقبال الشكايات المتعلقة بالنقط السوداء التي تشهد تراكمًا للنفايات.
وأضاف أن الشركتين ستوفران 55 شاحنة ضاغطة، مبرزًا أن المشكل القائم يتمثل في ضعف الصبيب ببعض المناطق، ما يُصعّب على الشركتين استخدام نظام GPS لبعض الحاويات والعمال، مؤكّدًا أن الجماعة ستتابع ملف النظافة عن كثب، وستعمل على تحديد الجزاءات في حق الشركتين في حال خرقهما لدفتر التحملات.
وجدير بالذكر أن شركتي “MECOMAR” و “SOS” فازتا بصفقة التدبير المفوض للنفايات الصلبة بمدينة فاس بقيمة 22.6 مليار سنتيم على مدى سبع سنوات، وذلك بعد انتهاء عقد شركة “أوزون” السابقة.
باقي التفاصيل في الفيديو:
المصدر: العمق المغربي