الشبكة أشارت إلى أن أكثر من 100 ألف طفل باتوا مهددين بالموت في ولاية شمال دارفور، في وقت تشهد فيه مدينة الفاشر ومعسكرات النزوح المحيطة بها انعدامًا شبه تام في المواد الغذائية وارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، وسط غياب تام للخدمات الصحية الأساسية.
الخرطوم: التغيير
كشفت شبكة أطباء السودان عن وفاة 239 طفلًا بمدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، خلال الفترة من يناير وحتى يونيو 2025، نتيجة سوء التغذية الحاد وانعدام الغذاء والدواء، في ظل حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ أكثر من عام.
وأكدت الشبكة في بيان صحفي أن هذا العدد المفجع يعكس حجم المأساة التي يعيشها السكان، خاصة الأطفال، بعد تزايد حالات الجوع واستهداف مستودعات تغذية الأطفال خلال القصف، ما فاقم من تدهور الوضع الإنساني.
وأشارت الشبكة إلى أن أكثر من 100 ألف طفل باتوا مهددين بالموت في ولاية شمال دارفور، في وقت تشهد فيه مدينة الفاشر ومعسكرات النزوح المحيطة بها انعدامًا شبه تام في المواد الغذائية وارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، وسط غياب تام للخدمات الصحية الأساسية.
ودعت شبكة أطباء السودان، في نداء عاجل، المنظمات الإقليمية والدولية إلى التحرك الفوري لإنقاذ المدنيين، مطالبة بالضغط على قوات الدعم السريع لتنفيذ الهدنة التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الغذاء والمعينات الطبية.
كما ناشدت الشبكة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتوفير مساعدات غذائية وطبية لإنقاذ أكثر من نصف مليون طفل وامرأة يواجهون خطر الموت في الفاشر، مشيرة إلى أن استمرار القصف والحصار يهدد حياة المدنيين ويدمر ما تبقى من المرافق الطبية.
تأتي هذه التطورات في سياق الحرب المستمرة في السودان منذ اندلاعها في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي امتدت إلى ولايات دارفور، حيث تشهد مدينة الفاشر منذ منتصف 2024 حصارًا خانقًا واشتباكات عنيفة، أدت إلى شلل شبه كامل في الخدمات الإنسانية والطبية.
ورغم المناشدات الأممية المتكررة لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية، لا تزال المدينة تتعرض للقصف، ما أدى إلى نزوح الآلاف وانهيار شبه تام للقطاع الصحي. وتعتبر الفاشر آخر حواضر دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، ما جعلها ساحةً لمعارك شرسة، وهدفًا متكررًا لهجمات قوات الدعم السريع.
ويحذر المراقبون من أن استمرار الحصار وغياب الإمدادات الإنسانية يهددان بتحول الوضع في الفاشر إلى مجاعة واسعة النطاق، على غرار المجاعات التي ضربت مناطق أخرى من السودان في فترات سابقة.
المصدر: صحيفة التغيير