مساعدة الأمين العام أبدت قلقاً بالغاً من اتساع رقعة النزاع إلى المناطق الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، في اشتباكات شاركت فيها قوات الدعم السريع، والجيش السوداني، وقوات من الجيش الوطني الليبي، معتبرة أن هذا التصعيد يمثل “تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي”.
التغيير: وكالات
جددت الأمم المتحدة تحذيرها من خطورة استمرار الحرب في السودان، مشيرة إلى أنها باتت تهدد باندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق، في ظل تصاعد أعمال العنف والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الأطراف المتحاربة، وعلى رأسها قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، في إحاطة قدمتها خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، إن استمرار الصراع في السودان “أزهق أرواحاً كثيرة، وأدى إلى صدمات نفسية عميقة، وفاقم خطر اندلاع حرب إقليمية لا يمكن السماح بحدوثها”، مشددة على أن “حياة ملايين المدنيين في خطر جسيم”.
وأكدت بوبي أن الوضع الأمني في السودان يزداد سوءاً، مع تغير خطوط المواجهة بشكل مستمر، وتكثف الهجمات الجوية العشوائية من الطرفين المتحاربين، مما أدى إلى “خسائر بشرية كبيرة ونزوح جماعي، خاصة في المناطق السكنية التي تتعرض للقصف خلال موسم الأمطار”.
اتساع رقعة النزاع
كما أبدت قلقاً بالغاً من اتساع رقعة النزاع إلى المناطق الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، في اشتباكات شاركت فيها قوات الدعم السريع، والجيش السوداني، وقوات من الجيش الوطني الليبي، معتبرة أن هذا التصعيد يمثل “تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي”.
بوبي نبهت في كلمتها إلى تفاقم الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك العنف الجنسي الممنهج، والاعتداءات على العاملين في المجال الإنساني، والهجمات على المستشفيات، وأوضحت أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وثّقت تضاعف أعداد القتلى من المدنيين بين فبراير وأبريل، مشيرة إلى تنفيذ إعدامات ميدانية في الخرطوم استهدفت أفراداً على خلفية انتمائهم العرقي أو الاشتباه في دعمهم لطرف دون آخر.
كما أدانت بوبي الحصار المفروض على مدينة الفاشر من قبل قوات الدعم السريع، معتبرة أن ذلك “يعمّق المعاناة الإنسانية ويعرقل إيصال المساعدات”.
وأضافت أن “الإفلات المتجذر من العقاب هو ما يغذي استمرار هذه الانتهاكات”، مطالبة بمحاسبة جميع الأطراف المتورطة.
من جانبها، قدّمت المستشارة الأولى في رابطة إدارة الطوارئ في أفريقيا، شاينا لويس، إحاطة باسم المجتمع المدني، عقب زيارتها الأخيرة إلى السودان، وقالت إن نحو 80% من المرافق الصحية خارج الخدمة في مناطق النزاع، وتعرض أكثر من 540 مرفقاً صحياً لهجمات مباشرة.
وروت لويس مشاهدات ميدانية مؤثرة، من بينها طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام أصيبت برصاصة طائشة في منزلها، مؤكدة أن “الأطفال يتحملون نتائج هذه الحرب البشعة، التي تمثل محاولة لتدمير حلم الثورة السلمية والديمقراطية التي قادها الشباب السوداني”.
وأكدت أن “رؤية السلام التي حملها الشباب السوداني ما تزال حيّة رغم الدمار”، داعية إلى عدم فقدان الأمل في إمكانية استعادة المسار المدني.
تشكيل حكومة جديدة
وتطرقت بوبي في كلمتها إلى التغيرات السياسية الجارية، مشيرة إلى إعلان تشكيل حكومة جديدة برئاسة كامل إدريس تُعرف باسم “حكومة الأمل”، في مقابل استمرار الانقسامات داخل “تحالف تأسيس” التابع لقوات الدعم السريع، الذي يسعى لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي يسيطر عليها.
ودعت المسؤولة الأممية كافة الأطراف إلى التمسك بوحدة السودان وسيادته كمدخل لحل شامل ومستدام، مشيرة إلى أهمية وجود قيادة مدنية تتولى عملية الانتقال، وتضع رؤية سياسية جامعة تُنهي الأزمة.
كما شددت على أهمية دعم جهود مبعوث الأمين العام الخاص إلى السودان، رمطان لعمامرة، ودعت مجلس الأمن إلى إظهار وحدة الموقف، واستثمار نفوذه للضغط على الأطراف وداعميهم الإقليميين للانخراط في حوار جاد يؤدي إلى وقف إطلاق النار.
المصدر: صحيفة التغيير