أكد وزراء سابقون، وقادة سياسيون ونقابيون وحقوقيون، شاركوا في المسيرة الوطنية الحاشدة التي نُظمت اليوم الأحد 22 يونيو 2025 بالرباط دعما للقضية الفلسطينية، أن التطبيع مع الكيان الصهيوني يبقى مرفوضا من طرف كافة فئات الشعب المغربي، معتبرين إياه طارئا وغريبا عن الإرادة الشعبية الجامعة.

كما شددوا  على أن ما يحدث في الشرق الأوسط، وعلى رأسه الهجوم على إيران، ليس إلا حلقة من مشروع يهدف إلى تقويض إرادة الشعوب واستهداف الدول الداعمة لفلسطين، منددين بما وصفوه “الانهيار الصارخ لمنظومة القانون الدولي”، ولكون الأمم المتحدة ومؤسساتها لم تعد تملك الأدوات ولا الإرادة لردع العدوان وحماية الشعوب، مشيرين إلى تواطؤ واضح من قوى كبرى في انتهاك سيادة الدول وتمكين الاحتلال من الإفلات من المحاسبة، وهو ما يفتح الباب، بحسبهم، لفوضى عالمية تستهدف الأمن والاستقرار الدوليين.

واعتبرو مشاركون في المسيرة التي دعت إليها مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين، أن ما يجري في غزة والضفة الغربية وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة يرقى إلى “جرائم حرب”، ويشكل امتدادا لمخطط يستهدف كافة دول المنطقة التي تعبر عن تضامنها مع فلسطين أو ترفض الاصطفاف مع السياسات الغربية، وعلى رأسها إيران وسوريا والعراق وباكستان وتركيا.

وفي تصريح له خلال المسيرة، قال رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أوس رمال،  إن “المغاربة، مهما اختلفت توجهاتهم واختياراتهم وإيديولوجياتهم، تجمعهم قضية فلسطين والقدس والأقصى”، مؤكداً أنها “قضية توحد المغاربة بالإجماع، ولا اعتبار للاستثناءات القليلة التي لا يُعتد بها”، مشددا على أن “التطبيع الطارئ على البلد، والذي يرفضه كل المغاربة دون استثناء، هو حالة عابرة ستزول قريباً بإذن الله”.

وأضاف رمال في تصريح لجريدة “العمق”، أن “الشدة التي يمر بها إخواننا، خصوصاً في غزة، بلغت أقصاها، وعندما تبلغ الشدة ذروتها، يأتي الفرج، وهذا ما نرتقبه”، مشيرا أن “العدو الصهيوني، حين هاجم دولة تعد 100 مليون نسمة، ظن أنه يواجه مقاومة من عشرات الآلاف، وهو بذلك فتح على نفسه باب جهنم. هذه البداية، ونرى مقدمات الخراب، وسنرى الخواتم”.

من جهته، أكد عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، جمال قابة، بأن المسيرة تتزامن مع “العدوان الصهيوأمريكي على الشعب الإيراني ومقدراته”، مشيراً إلى أن “الشعب المغربي المسالم والعريق لا يمكنه إلا أن يخرج لنصرة غزة والتنديد بالعدوان الغربي على إيران”، مضيفا  “لقد انكشفت أكذوبة القانون الدولي، وأكذوبة الحضارة اليهودية المسيحية، فسقوط الغرب كان مدوياً، ولا حضارة له ولا أخلاق، والبقاء للشعوب التواقة للحرية”.

بدوره، اعتبر الوزير السابق محمد نجيب بوليف أن “القضية الفلسطينية كانت ولا تزال مركزية بالنسبة للشعب المغربي وللأمة الإسلامية والعربية”، لافتاً إلى أن “العدوان الصهيوني الذي بدأ مع إيران لا يمكن فصله عن مشروع أكبر لاستهداف كل من يدعم فلسطين”، مضيفا  “إيران تُهاجم، وغداً ستكون باكستان وتركيا وغيرهما على نفس القائمة. حين لم يتحرك العالم العربي لنصرة فلسطين، كشف الغرب الداعم للكيان الصهيوني عن نواياه في تفكيك الأمةن ولم يعد لنا خيار سوى التمسك بهذه القضية المركزية”.

من جانبه، أشار الحقوقي محمد الزهاري إلى أن “ما تعيشه البشرية من أزمات يبرز فشل آليات الأمم المتحدة في حماية السلم والأمن الدوليين”، مضيفاً أن “الهيئات الأممية، من مجلس الأمن والجمعية العامة إلى محكمة العدل الدولية، لم تعد تؤدي دورها، بل إن الدول المؤسسة لها أصبحت تمس بنفسها السيادة الوطنية لدول أخرى”، موضحا أن “الاعتداءات التي طالت إيران وسوريا والأردن وفلسطين، تعكس نية واضحة لإضعاف هذه الدول ومنعها من اتخاذ قرارات سيادية في التنمية واستغلال الثروات”.

وفي السياق ذاته، قال عبد العزيز عماري، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن “المغاربة خرجوا اليوم كصوت واحد للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين ودعمهم للمقاومة، في مواجهة معاناة الحصار والتجويع الذي يتعرض له أهل غزة”، معتبرا أنه “في زمن الغطرسة الصهيونية والدعم الأمريكي غير المشروط، لا بد من التذكير بأن هناك شعوباً حرة، وهناك مقاومة ما دام الاحتلال قائماً، وستظل الشعوب الحرة تساندها وتصطف إلى جانبها”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.